تشهد العلاقات السعودية الامريكية أسوء فتراتها، نتيجة القرارات الأمريكية الإرتجالية المتتالية والتي تؤكد بأن صناع القرار في واشنطن لا يملكون حتى الآن فكرة واضحة وكافية عن حلفائهم الذين يمكنهم الوثوق بهم و عن مصادر الخطر والتوتر في منطقة الشرق الاوسط.
مجلة "أنترناشيونال أنترست" الامريكية اوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنه الرياض بوست اكدت فيه بان المبررات التي يقدمها عدد من النواب الامريكيين لتفسير رفضهم بيع صفقة اسلحة جديدة للسعودية لدعمها في مكافحة تنظيم القاعدة في اليمن ، هي مبررات تنم عن عدم دراية كافية بجهود المملكة في مكافحة الارهاب وحماية الأمن العالمي والأمريكي.
ويشير الموقع ان رفض بعض النواب الامريكيين صفقة الاسلحة وتقديمهم لمشروع قرار لمنع هذه الصفقة يأتي بسبب إمتلاكهم لثلاث افكار خاطئة عن السعودية أولها اعتقادهم الخاطئ بصدق المزاعم التي تتهم المملكة باستهداف المدنيين في اليمن وثانيها ان التحالف العربي الذي تقوده الرياض يهدد السياسة الامريكية في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالتدخل في اليمن بالاضافة الى انهم يعتبرون ان هذا التحالف يشكل تهديدا للامن القومي الامريكي.
وفي ردها على هذه الاسباب والمبررات تؤكد المجلة الامريكية ان السعودية تبذل جهودا جادة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتقديم المساعدات لليمن وهو أحد الأسباب الرئيسية للتقدم البطيء لقوات الحكومة اليمنية و التحالف العربي على حساب الحوثيين بما ان يتجنبون سقوط ضحايا من المدنيين و هو كذلك السبب في عدم تنفيذ العديد من العمليات ضد الميليشيات وصالح قوات الحوثي المدعومة من إيران في أكثر من مرة .
علاوة على ذلك، فوفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، إستقبلت المملكة العربية السعودية واحد وأربعين ألف لاجئ يمني، الذين منحوا حق الوصول الكامل إلى المرافق الصحية والتعليمية العامة في البلاد وكذلك إلى سوق العمل، كما أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرا أن 285 ألف طالب يمني مسجلون حاليا في المدارس الحرة العامة في المملكة العربية السعودية، كما أنها تبرعت ب 730 مليون دولار كمساعدات إنسانية لليمن في عام 2015. وهي الأرقام والدلائل التي تؤكد زيف المزاعم التي تروج بان السعودية تستهدف المدنيين في اليمن.
أما بالنسبة للمبرر الثاني يؤكد التقرير أن تشكيل السعودية لتحالف عربي وتدخلها في اليمن هو نتيجة لتخلي الولايات المتحدة عن دورها في منطقة الشرق الاوسط وبسبب شعور الرياض بأن واشنطن لم تعد حليفا موثوقا به، وأنه ليس لديها خيار سوى أن تأخذ بزمام الأمور خاصة في ظل التهديدات الايرانية الخطيرة على الامن السعودي والعربي.
ويشير التقرير ان إيران تستخدم جهات غير حكومية، في المنطقة لاثارة الفوضى في البلدان العربية من خلال مليشيات مثل جماعة عصائب أهل الحق في العراق وحزب الله في لبنان، وخلية العبدلي في الكويت، والحوثيين في اليمن، لذلك فالتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن لم يكن سوى رد على الفراغ الاستراتيجي الذي تركه الانسحاب الامريكي من المنطقة في حين كان التدخل في اليمن دفاعا عن الامن القومي العربي والخليجي امام التهديدات الايرانية الخطيرة.
اما المبرر الثالث الذي يسوقه معارضو بيع صفقة الاسلحة للسعودية والذي يتحدث عن تهديد سعودي محتمل للامن القومي الامريكي، فتشدد المجلة الامريكية انه خاطئ لان الرياض تقاتل تنظيم القاعدة في اليمن الذي يعد أحد أخطر التنظيمات على الامن الامريكي والامن العربي والخليجي بما ان القاعدة تستهدف دول المنطقة منذ سنة 1996 كما انها استهدف مصالح الولايات المتحدة في اكثر من مرة.
بالاضافة الى أن جهود السعودية في محاربة هذا التنظيم في اليمن وتفاني قواتها والتزام الرياض الجاد بإلتزاماتها الاقليمية والدولية كانت سببا مباشرا في إحباط عدد من المخططات الارهابية التي كانت تستهدف بريطانيا والمانيا وبالخصوص الولايات المتحدة الامريكية.