2015-10-10 

أحلام... الريق الناشف!

فهيد اليامي

وقف شاب على خشبة احدى المسارح الغنائية لأول مره، أمام جماهير اكتظت بهم مدرجاته، وخلفه فرقة تكونت من أمهر العازفين في الوطن العربي، يقودها مايسترو مخضرم. الشاب مجرد فقرة في حفلة الليلة التي يحييها نجم كبير له شعبية عريضة، توافدت له الجماهير من كل الدول المحيطة بمقر الحفل. الشاب حينما واجه الجمهور بعد أن قدمه مذيع الحفل بشكل يليق به، وهو يقص شريط انطلاقته الرسمية في عالم الفن، وسط ترحيب الحضور به، التفت باتجاه الطرف الأيمن الذي يقف فيه المايسترو وجزء من الفرقة وابتسم وكأنه يعطي إشارة بانه غير متوتر وواثق من وصلته المرتقبة. وفي هذه الأثناء وهو يتأمل الجمهور (شرد) بتفكيره ما بعد وصلته الغنائية، وبعد النجاح المتوقع، فسرح بخيالاته: كيفية استقبال الجماهير له حينما وصل الى أحد المقاهي الشهيرة في أكبر المجمعات التجارية وكيف تعامل معهم وسط طلبات (السيلفي) من المعجبين والمعجبات، وكان برفقته بعض الاصدقاء المقربين منه، أحدهم يحمل أجهزة التلفونات الخاصة به، بينما الأخر يحاول ينظم مروره بين أكوام المعجبين. ثم تحرك وهو يلف على وجهه (الشماغ) الذي يرتديه تحسباً من مواجهة جزء آخر من المعجبين الذي من الممكن أن يعطلوا تحركاته في مكان تواجده، كان يعطي الأوامر للمرافقين الذين معه بتغيير الاتجاه الى أماكن اكثر أماناً ورحابة، يستطيع ان يمارس وضعه كإنسان طبيعي، بعيدا عن الزحام وإزعاج المعجبين ..فجأة قطع تفكيره صوت يقول : ( يا أستاذ ممكن نبدأ ) ..! وكرر المايسترو عليه السؤال مره أخرى. هنا فقط اخذ نفساً عميقاً وهو يتصبب عرقاً، وقال بصوت متقطع مبحوح : ( ريقي نشف ) ..! وسط ذهول المايسترو الذي بدأت ملامحه غير مرتاحة من هذه الوصلة الغنائية ولسان حالة يقول (ايه الرمية المنيلة بـستين نيله اللي بتحصل معايا) فقال: (بصراحة ريقي ناشف معملناش عليه بروفة) . طبعا الفنان الشاب انتهت احلامه بعد الحفلة بان يكون نجما جماهيريا في العالم العربي وصورهُ تتصدر صفحات المجلات والجرائد وتتناقل اخباره، توقف طموحه عند المقهى واصحابه والسلفي الوحيد الذي التقطه مع أحد المعجبين اثناء ما كان يحلم قبل انطلاقة الحفلة الى أماكن الشهرة قبل ان يبدأ المشوار. قبل أن ترسم لك أحلامك سطحية تفكيرك، تأكد ان الفن رسالة توعوية على كافة الصُعُد منها وطنية، مجتمعية، عاطفية إن اتقنت أهدافك الحقيقية تجاه نفسك ومجتمعك ومحبيك. تأكد أن اكسسوارات النجومية تأتي بدون أحلام.

التعليقات
ريما محمد
2015-03-11

والله يافهد تعجبني احلامك عندما كنت سكيورتي والان صحفي من سنوات بلا صحيفه رسميه او وضيفه مسجله بالصحافه اهني كل احلامك على شيل شمطة عبدالمجيد وشراءه لك بيت وسياره وانت حتى راتب من حكومه وقطاع خاص ماتاخذ وهذه هي كرامة ومصلحة الجيب والفكر ... الناشف

مها الشمري
2015-03-08

كلام جميل في النهايه اعجبني الرساله التوعويه . اذ لم يعد الفنان مغنيا يعيش في برجه العاجي بعيدا عن مجتمعه في ظل وجود برامج التواصل الاجتماعي اللتي قصرت المسافات بشكل ملفت ونزعت الاقنعه عن الكثير .

ابومحمد
2015-03-08

يافهيد كل فنان تفكيره في الشهراء حتي انت تدور زيهم

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه