حطم صعود الأمير الشاب محمد بن سلمان عقودا من التقاليد في العائلة السعودية المالكة، التي كانت تحترم الأقدمية في توزيع المهام والمناصب، و قد تمكن ولي ولي العهد الشاب خلال فترة وجيزة من وضع المملكة العربية السعودية على سكة الإصلاح الإقتصادي والمالي ومن كسب الثقة والاحترام داخليا وخارجيا.
صحيفة النيويورك تايمزالامريكية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن طموحات ولي ولي العهد لا حدود لها، وهو ما جعل الشباب السعودي معجب به حيث يرى فيه الكثير منهم القائد الحيوي الشاب القادر على معالجة المشاكل التي تعترض المملكة بطريقة مختلفة و جريئة.
وتشير الصحيفة الامريكية إلى أن جرأة وطموح الأمير محمد بن سلمان تبرز أكثر في قرار إعلان الحرب على الحوثيين في اليمن حيث أظهرت هذه الحرب، السعودية في كامل قوتها وعنفوانها و أقل اعتمادا على القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة في ما يتعلق بأمنها.
وقد نجح الأمير الشاب من خلال هذه الحرب ومن خلال خطابه القوي الذي إنتقد فيه تحسن العلاقات الأمريكية مع إيران عقب توقيع الاتفاق النووي الايراني في إيصال رسالة قوية الى البيت الابيض مفادها بأن السعودية قادرة على حماية أمنها بمفردها ، بالإضافة الى إعادة إحياءه وتعزيزه للشعور بالهوية الوطنية السعودية ، وهو مايؤكده اندرو بوين، الخبير في مركز ويلسون في واشنطن ، و الذي أشار الى أن الحملة العسكرية السعودية في اليمن ولدت موجة من القومية السعودية و شعورا بأن المملكة بدأت تمسك بزمام الامور في المنطقة بنفسها وتتخذ إجراءات قوية بمفردها.
وفي هذا السياق يؤكد عدد من المسؤولين الذين إلتقوا الأمير محمد بن سلمان أن ولي ولي العهد يعتقد بأن المملكة العربية السعودية يجب أن تكون أكثر حزما في تشكيل الأحداث في الشرق الأوسط ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة - سواء في اليمن، سوريا، العراق أو لبنان. وهو ما يؤكده بريان كاتوليس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز التقدم الأمريكي في واشنطن، الذي التقى الأمير هذا العام في الرياض، حيث أشار الى أن الرسالة الرئيسية التي يريد الأمير الشاب إبلاغها للعالم هي أن المملكة العربية السعودية قوة لا يستهان بها.
وبدأ صعود الأمير الشاب في أوائل عام 2015، حيث تم تعينه وزيرا للدفاع ومشرفا على عدد من المناصب الأخرى ومنذ ذلك الحين، برز إسم الأمير محمد سلمان بسرعة كبيرة حيث أشرف على الصعيد المحلي على اعداد خطة طموحة لمستقبل المملكة "رؤية السعودية 2030" والتي تسعى إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط، وزيادة فرص العمل للسعوديين وتحسين التعليم والصحة و الخدمات الحكومية الأخرى و تحسين أداء الوزارات الحكومية، وفقا لخطة التحول الوطنية.
وكسب ولي ولي العهد السعودي بسرعة لافتة وفق الصحيفة الامريكية ثقة الشباب السعودي حيث تشير هدى الحليسي عضو في مجلس الشورى في المملكة، "انه يتحدث بلغة الشباب منذ تعيينه " مشيرة الى أن المملكة كانت تبحث لفترة طويلة عن جيل جديد ينظر الى الامور بنفس منظور الشباب السعودي."
ودائما على الصعيد المحلي زادت شعبية الامير الشاب بعد أن دعا للعمل على إتاحة خيارات جديدة للترفيه للعائلات والشباب في المملكة و الذين غالبا ما يقضون عطلهم خارج السعودية بسبب عدم توفر وسائل ترفيه في البلاد. كما حضي ولي ولي العهد بدعم كبير من رجال الدين خاصة الشباب الذين يتابعهم الملايين على منصات وسائل التواصل الاجتماعي والذين أثنوا على طموح وجرأة رؤية السعودية 2030.
وبنفس الخطى الثابتة نجح الأمير محمد بن سلمان في تثبيت نفسه كقائد لا يستهان بقدراته على الصعيد الدولي رغم صغر سنه حيث ساهمت رحلاته الخارجية إلى واشنطن وأوروبا و عدد من البلدان في آسيا، ولقاءه بعدد كبير من القادة والزعماء في تشكيل صورة لدى أبرز القوى العالمية أن ولي ولي العهد ديبلوماسي يتحلى برؤية حكيمة و قادر على قيادة المفاوضات السعودية في كل القضايا وفرض الشروط والدفاع عن مصالح المملكة بالجرأة والقوة التي أبهرت الكثيرين .