وصل وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي إلى مدينة عدن جنوبي البلاد بعد فراره من صنعاء والإفلات من قبضة الحوثيين. وأفادت مصادر مقربة من وزير الدفاع اليمني تمكنه من مغادرة صنعاء متخفيًا عصر السبت بعد تناوله وجبة الغداء في منزل وزير الداخلية المكلف من الحوثيين جلال الرويشان . وكان الحوثيون كلفوا وزير الدفاع الصبيحي بأعمال الوزارة ومهام رئيس اللجنة الأمنية العليا بعد يوم واحد مما سمي بالإعلان الدستوري الصادر عنهم في السادس من فبراير. وكان شهاد عيان يسكن جوار منزل وزير الدفاع في حي حدّه جنوبي صنعاء أكد بعد التأكد من اختفائه من صنعاء، دخل الحوثيون إلى منزله وفتشوه ونهبوه. وتوجه الصبيحي إلى مسقط رأسه بلدة المضاربة التي تقع على بعد 20 كم شمال غرب عدن وتتبع لمحافظة لحج. وقال مدير عام البلدة عبد ربه المحولي إن "مئات من أبناء المنطقة احتفلوا بوصول اللواء الصبيحي (...) وهو الآن في وسطنا". وكان الصبيحي عضوا في حكومة خالد البحاح التي استقالت في يناير الماضي مع الرئيس هادي تحت ضغط الحوثيين الذين استولوا بالقوة على صنعاء في فبراير وحلوا البرلمان وأقاموا هيئات قيادية جديدة. وكان الصبيحي قد حضر مراسم إصدار الإعلان بملابس مدنية ومعه وزير الداخلية جلال الرويشان ورئيس جهاز مخابرات الأمن السياسي حمود الصوفي وقائد قوات الاحتياط اللواء علي الجائفي. واكتسب اللواء الصبيحي شهرة شعبية في اليمن لدوره في إخراج عناصر تنظيم القاعدة من محافظة أبين عام 2012 وتمكنه من إحراز تقدم كبير في الحملة العسكرية التي استهدفت عناصر القاعدة في عدة محافظات جنوبية مطلع العام 2014. وعلى صعيد أخر أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال لقائه قيادات المكتب التنفيذي لمحافظات إقليم حضرموت في القصر الرئاسي، عدن عاصمة مؤقته لليمن، ولكن القرار يعتبر رمزيا لأن ذلك يتطلب تعديل الدستور الذي لا يزال ينص على أن صنعاء هي العاصمة. وقال أحد معاونيه إن هادي صرح بذلك خلال اجتماع في عدن بمسؤولي الإقليم الشرقي الذي يضم ثلاث محافظات هي حضرموت وشبوة النفطيتين والمهرة الحدودية مع سلطنة عمان. يذكر أن توتر أمني يسود مدينة عدن بسبب رفض قائد قوات الأمن الخاصة العميد عبد الحافظ السقّاف، المتهم بارتباطه بالحوثيين، تنفيذ قرار رئاسي قضى بعزله وتعيين العميد ثابت جوّاس بدلا عنه. وقال هادي: "لدينا خمسة أقاليم مع مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور ا لجديد باستثناء ازال" في إشارة إلى الإقليم الذي يجمع محافظات صنعاء وعمران وصعدة الخاضع لسيطرة الحوثيين. وأضاف الرئيس اليمني: "سنتحاور معهم وقلنا لهم إن عدن هي العاصمة لليمن لأن صنعاء محتلة من قبل الحوثيين". وأوضح أنه علم بوجود "اتفاق بين صالح والحوثيين بإشراف طهران على نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن". وأكد هادي "وجود 1600 طالب يمني يتلقون تعاليم المذهب الاثني عشري الشيعي في قم الإيرانية". يذكر أن هادي تمكن من الفرار من صنعاء في 21 الشهر الماضي بعد أن وضعه الحوثيون قيد الإقامة الجبرية. وكشف الطريقة التي غادر بواسطتها صنعاء مؤكدا أنه خرج من منزله عبر نفق إلى منزل نجله ثم المرور بطرق فرعية حتى الوصول إلى عدن.