أصبحت المساعي التي تقودها السعودية لإقناع المنتجين من داخل منظمة اوبك وخارجها بتخفيض الانتاج لوقف إنهيار اسعار النفط أشبه بالحرب المفتوحة على عدد من الواجهات والجبهات في ظل المنافسة الشرسة على مستوى الانتاج وحصص السوق و محاولة عدد من الدول التملص من الالتزام باتفاق الجزائر خاصة في منطقة الشرق الاوسط.
مركز كارينجي للسلام الدولي أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه بأن المملكة العربية السعودية التي تسعى إنطلاقا من موقعها كأكبر منتج عالمي للنفط ، لإنهاء ازمة الأسعار وإعادة الاستقرار لسوق النفط، تواجه ضغوطا كبيرة جعلت الأمر أشبه بالحرب المفتوحة في ظل البرامج الاقتصادية والاجتماعية الاصلاحية التي أقرتها لانهاء اعتمادها على النفط وفي ظل المنافسة الشرسة على الحصص في السوق وكذلك محاولة عدد من الدول التهرب من الالتزام بمبدأ التخفيص على غرار العراق وإيران.
ويضيف التقرير بأن المملكة العربية السعودية التي تسعى لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط ورفع الأسعار من خلال عدد كبير من الاجتماعات والجولات والاجتماعات مع دول من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) و أعضاء من خارج المنظمة مثل روسيا، لم تفلح حتى الآن في إلزام الدول المنتجة بضرورة التخفيض، فعلى الرغم من إجتماع الدوحة في شهر أبريل عام 2016، ثم فيينا والجزائر في سبتمبر واسطنبول وموسكو في شهر أكتوبر، وفي إنتظار اجتماع آخر مخطط له في فيينا في 30 نوفمبر الجاري للحصول على موافقة جماعية إلا ان المؤشرات تفيد بان هذا الهدف يبدو بعيد المنال إن لم يكن مستحيلا.
ففي الوقت نفسه، الذي تحاول فيه السعودية إقناع بلدان بعيدة جغرافيا مثل روسيا وفنزويلا ونيجيريا، والمكسيك، بضرورة تخفيض الانتاج، تواجه المملكة تحديات في منطقة الشرق الاوسط وخاصة مع إيران والعراق حيث يصر البلدان على عدم الالتزام بإتفاق الجزائر حتى الآن.
وما يزيد الأمور تعقيدا هو أن السعودية التي تشهد منافسة من إنتاج الصخر الزيتي الامريكي والنفط الكندي، تواجه منافسة في المنطقة بعد الزيادة المتواصلة لايران في انتاجها منذ رفع العقوبات الاقتصادية عنها للتعويض عن فترات الركود الاقتصادي.
هذا إضافة إلى انخفاض الطلب من الاتحاد الأوروبي، واليابان، والصين، وبلدان أخرى تواجه تباطؤ اقتصاديا مما يجعل إحتمال موافقة الدول الاعضاء في اوبك على الالتزم بتجميد إنتاج النفط لا يضمن بالضرورة زيادة الأسعار.
وفي ظل هذه الظروف يشير التقرير إلى أن السعودية وفي ظل المنافسة وتراجع الطلب تقاتل لأجل الحفاظ على كل عميل خلال كل معاملة، في ظل المنافسة المباشرة من إيران والعراق، و أيضا من دول مجلس التعاون الخليجي مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة والدول المصدرة الأخرى.
ويختم التقرير بان السعودية التي تواجه كما هائلا من التحديات والعراقيل في إتجاه خفض الانتاج بإمكانها التعويل على توحيد المواقف بين دول مجلس التعاون الخليجي للبروز كلاعب كبير في السوق من شأنه أن يمنح السعودية قوة الضغط على المنتجين الآخرين.