يحاول مرشحو إنتخابات مجلس الامة الكويتي في حملاتهم الانتخابية إستمالة اكثر عدد ممكن من الناخبين من خلال التركيز على القضايا الشعبية المتعلقة بارتفاع الأسعار وتخفيض دعم السلع والخدمات الحكومية هذا إضافة إلى التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي لوصول إلى عدد أكبر من الكويتيين.
وكالة رويترز اوردت في هذا السياق تقريرا أكدت فيه أن كل ندوة انتخابية لا تخلو من عبارة "جيب المواطن" الذي أصبح هدفا يغازله كل المرشحين بما في ذلك أولئك الذين اصطفوا إلى جانب الحكومة في برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أعلنته والمتضمن تقليص الدعم الحكومي وتخفيف الضغط عن الميزانية العامة بعد هبوط أسعار النفط إلى مستويات لم تكن متوقعة في 2013 عندما تم انتخاب البرلمان السابق.
محمد الدلال احد المترشحين لانتخابات مجلس الامة الكويتي اكد في هذا الاتجاه أن تعاطي الحكومة مع عجز الميزانية يتسم بقدر كبير من العمومية والضبابية وضياع الأولويات، حيث بدأت بالضغط على المواطن لسد عجز الميزانية عن طريق تخفيض الدعم وزيادة الرسوم.
و يضيف الدلال أن الحكومة لم تبدأ بالإجراءات الأكثر أهمية والمتعلقة بالهدر القائم في أجهزة الدولة وعدم إعادة هيكلة المشاريع التي تستنزف الكثير من أموال الدولة، مؤكدا وجود الفساد في كثير من مشاريع الدولة، ناهيك عن غياب تصور وتحديد سليم للأولويات فيما يتعلق بالقروض والمنح التي تقدم للخارج على حساب ميزانية الدولة.
هذا ويتهم المرشحون المعارضون نواب المجلس السابق بأنهم كانوا "مهادنين" للحكومة على حساب المواطن وسمحوا لها بتمرير سياستها التي يرون فيها مساسا غير ضروري بالمواطنين بينما سكتوا على ما يصفه المعارضون بأوجه "الهدر" في كثير من جوانب الصرف الحكومي.
إتهام يرفضه الأعضاء السابقون في مجلس الامة الكويتي على غرار النائب في المجلس السابق والمرشح الحالي عبدالله المعيوف الذي أكد أن المجلس لم يكن طرفا في أي زيادة للأسعار على المواطنين معتبرا أن النواب تمكنوا من استثناء السكن الخاص للمواطنين الكويتيين من زيادة تعريفة الكهرباء التي أقرتها الحكومة خلال العام الحالي، مضيفا أنه و في حال نجاحه سوف يقدم اقتراحا تشريعيا "يمنع الحكومة من رفع الدعم أو زيادة أسعار السلع الاستهلاكية أو الأساسية إلا بقانون من مجلس الأمة.
إلى ذلك تشهد هذه الانتخابات تحولا كبيرا خاصة فيما يتعلق بالوسائل التي يستعملها المترشحون للوصول لإقناع الناخبين ، حيث يعتمد المرشحون في هذه الانتخابات على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق لاسيما موقع التدوينات القصيرة تويتر الذي يحظى بمتابعة ضخمة في المجتمع الكويتي وهو ما جعل وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية تفقد جاذبيتها لدى كثير من المرشحين والناخبين.
وفي هذا السياق يؤكد هشام العوضي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالكويت ان الخطاب السياسي الذي كان نخبويا في السابق تغير الآن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جذري وأصبح أكثر شعبوية وأكثر بساطة.
كما يضيف العوضي ان من يريد أن ينجح في عصر ثقافة النجومية والتويتر والانستجرام فإن أمامه خلطة خاصة لابد من الالتزام بها ، وهو يجب يكون بسيطا جدا ويكون عاما جدا و يبحث عن المناطق التي فيها شيء من الجدل حتى يكسب خطابه شيئا من الجاذبية.
يذكر ان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان قد حل مجلس الأمة في أكتوبر تشرين الأول الماضي ممهدا الطريق لإجراء انتخابات جديدة في ظل تحديات أمنية في المنطقة خاصة فيما يتعلق بأسعار النفط.
وستكون انتخابات يوم السبت سابع انتخابات تجرى منذ تولي الأمير الحالي مقاليد الحكم في 2006 حيث عطلت التوترات السياسية التطور الاقتصادي في هذا البلد الغني بالثروة النفطية وعضو منظمة أوبك.