2015-10-10 

أوباما أمام ضغوط حلفائه: إتفاق جيد وإلا مغادرة المفاوضات

الرياض بوست، الفرنسية

تواجه مساعي الإدارة الأمريكية في إتمام إتفاق نووي مع إيران المزيد من العراقيل، تأتي أغلبها من الحلفاء قبل الأعداء، إذ بدت تحفظات فرنسية على ما توصل إليه الطرفين الأمريكي والإيراني تلوح في الأفق، لكن حتى الآن لم تُعلن بشكل رسمي. الثلاثاء الماضي كانت الإدارة الأمريكية تواجه عاصفة قوية من الانتقادات، قلبها واشنطن نفسها، الكونجرس الأمريكي بغرفتيه، ومصدرها الحليف الأبرز في منطقة الشرق الأوسط، إسرائيل التي جاء رئيس وزراءها إلى العاصمة الأمريكية ليقنع الكونجرس بمنع الوصول لإتفاق "سيء" مع إيران التي تهدد وجود إسرائيل. أما الجمعة، فكان وزير الخارجية الأمريكية بالرياض، يحاول طمأنة مجلس التعاون الخليجي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بخصوص الإتفاق الذي سيمنح ضمانات للغرب بعدم تملك طهران لسلاح نووي، وسيرفع عنها كل العقوبات الاقتصادية التي أثقلتها. رسالة مجلس التعاون، فضلا عن تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، كانت لكيري والعالم أن الأزمة تتخطى السلاح النووي إلى دور طهران في المنطقة، في العراق، في سوريا، وفي اليمن. ثم تأتي فرنسا القلقة، وبحسب مصدر قريب من المفاوضات، تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن باريس تأخذ على واشنطن الدفع أحيانا بشكل متسرع باتجاه التوصل إلى اتفاق مع طهران. وأعتبر المصدر الذي طلب عدم كشف هويته أنه في النهاية سيكون هناك "قرار سياسي ... والإتفاق الجيد لن يكون أقل مما تريده فرنسا". وكانت فرنسا عارضت نهاية 2013 إبرام اتفاق بين الإيرانيين والأميركيين فقط، وتمكنت من الحصول على تسوية تم بموجبها استئناف التفاوض. كل هذا الضغط قابله الرئيس الأميركي باراك أوباما بتصريح يبدو متراجعا بعض الشيء قال فيه إنه إذا تعذر التوصل إلى إتفاق مع إيران يمكن التثبت منه بشان برنامجها النووي، فإن بلاده ستغادر طاولة المفاوضات. وقال أوباما في مقابلة مع قناة سي بي اس "بالتاكيد إذا لم يحصل اتفاق سنغادر". وأضاف "إذا لم يكن بوسعنا التثبت من انهم لن يحصلوا على سلاح نووي، ومن أنه سيكون لدينا وقت كاف للتحرك أثناء فترة انتقالية في حال مارسوا الخداع... إذا لم نحصل على هذه الضمانات، لن نقبل باتفاق". ويأتي هذا التصريح غداة مباحثات باريس التي بدت فيها فرنسا أكثر تحفظا من واشنطن بشان مشروع إتفاق مع طهران. وأكدت الولايات المتحدة السبت أنها تشاطر فرنسا وجهة نظرها بشأن المفاوضات مع إيران، حتى وأن أبدت باريس تحفظات مطالبة بمزيد من الضمانات. وقال أوباما "من الصحيح القول أن الأمر الآن ملح بعد أكثر من عام من المفاوضات. والخبر الجيد هو أن إيران التزمت خلال هذه الفترة ببنود الاتفاق" المرحلي الذي أبرم في نوفمبر 2013 مع القوى الكبرى الست. وأضاف "وفي الوقت نفسه، وصلنا إلى مرحلة في هذه المفاوضات لم يعد الأمر فيها رهن قضايا تقنية بل ارادة سياسية". ولاحظ أن الإيرانيين تفاوضوا بجدية وأن تقدما تم أحرازه "لتقليص التباينات، لكن ثغرات لا تزال موجودة". وتابع الرئيس الاميركي "خلال الشهر المقبل سنكون قادرين على تحديد ما إذا كان نظامهم (الإيرانيون) قادرا أو لا على القبول باتفاق منطقي بالكامل، ما إذا كانوا مهتمين فقط، كما يقولون، ببرنامج نووي مدني". وتسعى المفاوضات إلى بلوغ تسوية سياسية قبل 31 مارس على أن ينجز اتفاق تقني بحلول الاول من يوليو. وتحاول إيران والدول الكبرى التفاهم على اتفاق شامل يجيز لطهران ممارسة بعض الأنشطة النووية المدنية لكنه يمنعها من امتلاك سلاح نووي، في مقابل رفع العقوبات الدولية التي ينوء تحتها الاقتصاد الإيراني.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه