تؤكد بكين، في كل مناسبة ممكنة، أنها ند قوي للولايات المتحدة الأمريكية، ليس فقط بإتخاذ مواقف معاكسة في ملفات كبيرة مثل العقوبات الاقتصادية على موسكو، أو التعامل مع الأزمة السورية، وغيرها من الملفات، بل بالتأكيد على هذه الندية تصريحا أيضا. ففي مؤتمره الصحافي السنوي على هامش دورة للبرلمان الصيني أعتمد وزير الخارجية الصيني وانغ يي البلاغة المعهودة لدى النظام قائلا "الصين والولايات المتحدة من الدول العظمى. من المستحيل الا يكون هناك خلافات بينهما". ورسم وانغ صورة واضحة للدبلوماسية الصينية الحالية كما ترتسم ملامحها في ظل عضو الحكومة المستشار يانغ جياشي على حد تعبير وكالة الأنباء الفرنسية، التي أشارت في تقرير لها عن العلاقة بين بكين والغرب دبلوماسيا. فبكين، حسب وانغ، لديها موقف ثابت من دعمها لأصدقائها وحلفائها القدامى، سواء تعلق الامر بروسيا رغم الانتقادات على خلفية الازمة الاوكرانية او ببيونغ يانغ رغم الاستياء الكبير من اتجاهاتها العدوانية. وفي وقت تستعد الولايات المتحدة لتشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا على خلفية تفاقم الوضع في اوكرانيا، أبدت الصين استعدادها لتعزيز دعمها لموسكو، التي تعاني من انخفاض سعر برميل النفط عالميا، ومن عقوبات الغرب الاقتصادية. وتستغل بكين الفرصة لتأمين امداداتها من الطاقة بعد أن ابرم البلدان في مايو الماضي بعد عشر سنوات من المفاوضات الصعبة، عقدا ضخما بشأن تزويد الصين بالغاز الروسي بقيمة قدرت ب 400 مليار دولار على امتداد 30 عاما. وأضاف الوزير أن البلدين "سيعملان بشكل مكثف" من أجل ان تتجاوز قيمة المبادلات التجارية الثنائية السنوية مئة مليار دولار وذلك بعد ان بلغت هذه المبادلات في 2014 ما قيمته 95,3 مليار دولار. وتتخذ موسكو الموقف ذاته من الأزمة السورية، وهو داعم إلى حد كبير إلى نظام بشار الأسد، بعكس الغرب بقيادة الولايات المتحدة إذ قال الوزير "البلدين سيواصلان تنسيقهما الاستراتيجي لحفظ السلام والأمن في العالم". وهدفت تصريحات الوزير الصيني الأحد الى التذكير بالدعم الثابت الذي توفره بكين لموسكو خصوصا في ملف النزاع السوري. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ وي "ان التعاون البراغماتي بين الصين وروسيا ضرورة متبادلة غايتها تحقيق نتائج مفيدة للجانبين. هناك هامش مهم لتوسيعه". ومن جهة اخرى تريد الصين ان تثبت الطابع الندي لعلاقتها مع الولايات المتحدة التي سيزورها الرئيس الصيني شي جيبينغ هذا العام. وقال وانغ يي "سيعطي الرئيسان (الاميركي والصيني) دفعا جديدا للجهود لبناء نموذج غير مسبوق للعلاقات بين الدولتين العظميين".