على أرض ميدان الملك عبدالعزيز لسباقات خيل السرعة، ذلك المكان الذي يتوسط كثبان رمل الثمامة، وجار عزيز للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، يتدفأ شتاء الرياض وعلى مدار يومين في ٢٠ و٢١ من يناير الحالي بمهرجان كؤوس الملوك والأمراء في ربيعه الثاني، متوشحاً بردة الحب وبين كنفاته أبناء وعشاق سباقات السرعة للخيول المهجنة الأصيلة، والأمل كالسحاب يغشى منصات التتويج وبريق الذهب والتاريخ.
ولدت فكرة المهرجان الملكي في منتصف ٢٠١٥، في مخيلة الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رجل الفروسية السعودية وعاشقها ، الذي كان دائما ما يزين معشوقته الخيل وسباقاتها، بأجمل الحلل وأعظم الأفكار، لتصل إلى ما وصلت إليه من مستويات إحترافية ، جعلت السعوديين ينشدون دخول عالمها، خصوصاً وأن هناك نادياً متكاملاً، كواحد من ضمن التحف المعمارية لميادين السباقات في الشرق الأوسط.
شاءت الأقدار والحكمة الالهية أن لا يشهد الملك العاشق للخيل والفارس الهمام عبدالله بن عبدالعزيز، النسخة الأولى من هذا المهرجان في العام الماضي، ليبدأ الجميع في محاولة الوقوف على عتبة التاريخ الأولى والفوز بالكأس التي تحمل أسمه.
أجواء ذلك السباق في يناير للعام الماضي كانت فيها رياح الحنين تهب على كافة أرجاء الميدان، بين منعطفاته وزوايا منصاته، ونخيله وزهوره وشلالاته، كتب التاريخ في ذلك اليوم لمالك الخيل وعضو شرف نادي النصر شرف الحريري تاريخا مجيدا في الفروسية، حينما تغلب جواده ليمان على الخيل الطامحة للقب آنذاك، بالإضافة إلى تاريخاً آخرا لبقية الفائزين في تلك الأمسية الخالدة.
هذه السباقات التي تخصص بأسماء الملوك في دول العالم والتي منها سباقات المهرجان الملكي البريطاني ( الرويال آسكوت )، تعد من اهم السباقات وأكبرها واثمنها في تاريخ صناعة الخيل، وبرغم قصر عمر المهرجان الملكي السعودي للفروسية، إلا أنه بات محطاً للأنظار بشكل سريع ومتوقع، في كون ذلك الحب والتأثير المرتبط بأسماء أصحاب الكؤوس، الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، والحقب التاريخية المهمة لهذه الدولة وإمتدادا نفوذها السياسي عربياً وعالمياً.
ولم يغب عن هذا المهرجان الملكي، تكريم من كانوا خير سند لإخوانهم للملوك ، من خلال إستحداث كأسين في نسخة هذا العام، للراحلين الأميرين سلطان ونايف بن عبدالعزيز، إلى جانب كأس للفقيد الأمير بدر بن عبدالعزيز منذ النسخة الأولى، لتكتمل بذلك لوحة وفاء فروسية، فنانها المبدع نادي الفروسية، الذي أخذ على عاتقه تطوير هذا المهرجان والعناية به، ضمن تاريخه الفريد، الذي كان فيه صاحب السبق بتنظيم سباقات خاصة تحمل بطولاتها أسماء رؤساء دول كثيرة أثناء زياراتهم للمملكة .