شرعت مبادرة "فن جدة 21،39" في استقبال الرحلات المدرسية لزيارة المعرض والتوعية بالثقافة الفنية السعودية وتطورها إلى العالمية وتشجيع ودعم الحركات التشكيلية المعاصرة، وذلك بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم بجدة.
هذا وتأتي هذه الزيارات ضمن البرنامج التعليمي لفعاليات فن جدة 21،39 والتي ينظمها المجلس الفني السعودي على مدى ثلاثة أشهر وتضم أكثر من 50 نشاط ثقافي وفني بهدف تعزيز تفاعل المجتمع مع المشهد الفني والثقافي في المملكة العربية السعودية ضمن جهود المجلس في تنمية المجتمع عبر الترويج للفن والثقافة.
من جهتها أوضحت رئيسة لجنة البرنامج التعليمي لمبادرة "فن جدة 21،39" الأستاذة سارة علي رضا بأن مبادرة "فن جدة 21،39" تسعى هذا العام لاستقطاب أكثر من 13 ألف طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة والعالمية إلى جانب طلاب الجامعات والكليات والمعاهد، مضيفة بأن المجلس الفني السعودي يقوم بتأمين المواصلات من وإلى موقع الفعالية فضلاً عن توفير مرشدين ومرشدات ذوي كفاءة عالية لمصاحبة الطلاب أو الطالبات في جميع الجولات أثناء تواجدهم في المعرض.
من جانبه كشف عضو لجنة البرنامج التعليمي لمبادرة "فن جدة 21،39" الأستاذ نواف نهار النصار بأن فعاليات "فن جدة 21،39" استقطبت في النسخة الأولى بعنوان "الماضي كمقدمة" عام 2014 أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة، كما استقطبت في النسخة الثانية بعنوان “التقدم السريع" عام 2015 أكثر من 9 آلاف طالب وطالبة، وفي عام 2016 استقطبت فعاليات "الأرض وما بعد ذلك" أكثر من 10 آلاف وخمسمائة طالب وطالبة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تستقطب فعاليات هذا العام بعنوان "سفر" أكثر من 13 ألف طالب وطالبة.
إلى ذلك يقدم معرض "سفر" هذا العام الأعمال الفنية والمشاريع الإبداعية لـ17 من الفنانين السعوديين الشباب والناشئة، ويتضمن أكثر من 50 نشاط ثقافي وفني يمتد على مدى ثلاثة أشهر من بينها ورش العمل والندوات واللقاءات بمشاركة مجموعة من الفنانين والمبدعين السعوديين والإقليميين والدوليين.
وقد كانت فكرة عنوان المعرض هذا العام "سفر" حاضرة قبل البدء في المعرض حيث عمل الثنائي سام بردويل وتيل فيلراث على تنظيم رحلات دراسية استكشافية دولية لمدينة برلين وكوريا كجزء من برنامج تعليمي مدته سنة واحدة بصحبة ستة فنانين سعوديين ناشئة شاركوا في هذه الجولات، وأسسوا لجان خاصة لنسخة 2017 لفن جدة 21،39 ليستكشفوا فكرة السفر والحركة كوسيلة للتعلم والنموّ، حيث استلهم الفنانون وهم ماجد عنقاوي، مروة المقيط، وعبدالله العثمان، وبيان عبداللطيف، ومحمد فرج، وريم الناصر أفكارهم وأعمالهم من كلمة "سفر" كمصطلح يستخدم لوصف الأشياء التي كشفت، أو تمّ الكشف عنها ليقدموا اعمالا معاصرة استخدموا فيها كل التقنيات المتاحة لهم كأدوات للتعبير والطرح.
وكانت الاحتفالية الافتتاحية لمبادرة "فن جدة 21،39" قد شهدت حضور وإشادة عدد كبير من رواد وقادة الإبداع الفني والثقافي بدول الخليج وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأوروبا وعدد كبير من الفنانين والفنانات السعوديين.
وفي هذا السياق أعربت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار عن سعادتها بالمشاركة في احتفالية تدشين النسخة الرابعة من فعاليات فن جدة 21،39 بعنوان "سفر"، مشيرةً إلى أن المبادرة أبرزت مكانة العمل الفني السعودي ليحظى بما يستحق من الاهتمام والتقدير، وقالت معاليها "تشهد مدينة جدة بشكل خاص حراكًا ثقافيًا مميزًا، بفضل ما تزخر به من إرث إنساني، وتاريخ عريق، إضافة إلى وجود طاقات وطنية قادرة على وضع العمل الفني السعودي في مكانه الصحيح".
فيما أشاد الشيخ محمد آل ثاني مؤسس معهد الفن العربي الاسلامي في نيويورك بما رآه في فعاليات فن جدة 21،39، مشيراً إلى جدّية الطرح والذي يعتبر أكبر دافع لتقديم هذه تجارب المميّزة على المستوى العالمي.
أما معالي وزير الثقافة الفرنسي السابق ومدير معهد العالم العربي جاك لانج، الذي ترأس الوفد الفرنسي رفيع المستوى فصرح بقوله: "لقد تأثرت كثيراً بالفنانين السعوديين والمشهد الفني السعودي الذي يلمع بالمواهب الجديدة والإبداع الخلاق، وأقدر بشكل خاص ابتكار الفنانات السعوديات اللواتي يشقون مسارات تشكيلية جديدة. هذه الفعاليات التي نظمت بإتقان وذكاء هي منتدى حقيقي للقاء والتبادل، ومن خلالها يقدم الشعب السعودي ما عرف عنه دائما كرمه وحسن ضيافته، لقد سعدت بقضاء ثلاثة أيام رائعة. وبفضل هذا العيد التشكيلي الكبير صممت على تنظيم تظاهرة كبيرة في باريس عام 2018 تكريساً للفن السعودي المعاصر".