كشف فتى بريطاني الأساليب التي يتبعها تنظيم داعش لنشر الأفكار المتشددة في أوساط الشباب، وتبيّن من خلال خدعة بسيطة استخدمها أن التنظيم يتبع تكتيكات تشبه تلك المتبعة في جعل "الإيذاء الذاتي " و "الأنوراكسيا" (إنقاص وزن الجسم بشكل خطير) يبدو طبيعيًا. وبحسب بي بي سي فتح ساجد حسابًا باسم مستعار على تويتر بعد انقطاع أخبار شقيقه أرشاد، الذي لم يكن قد أبدى أي ميول متطرفة في السابق، أو أي اهتمام واضح بالنزاع في سوريا. فجأة اختفى أرشاد، واختفى جواز سفره، وبالبحث في حاسوبه المحمول بدى أنّه بحث عن مواد لها علاقة بتنظيم داعش ثم اتصل أرشاد بشقيقه ساجد من سوريا وأبلغه أنه قرر أن يصبح مقاتلا في صفوف تنظيم داعش، أسوة بمئات الشبان الآخرين من بريطانيا. كان ساجد في السادسة عشرة، لا يزال طالبًا، وأراد معرفة المزيد، فاستخدم اسمًا عربيًا مستعارًا لحسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وبدأ البحث عن معلومات حول التنظيم ومتابعة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. لم تمض فترة طويلة قبل أن يتابعه أحد المؤيدين للتنظيم، وبعد مضي ساعتين كان عدد متابعيه قد بلغ 5 آلاف. أقام محادثات مع العديد منهم، ثم بدأ يراسل ستة أشخاص بشكل منتظم، بعد أن توطدت علاقته بهم، كان بعضهم في سوريا، وبعضهم كان من مؤيدي تنظيم داعش في الغرب. يؤكد ساجد في رواية تجربته، أن ما من أحد يحاول استقطابه بشكل مباشر أو دعوته للانضمام إلى صفوف داعش، كل ما فعلوه أنهم بدأوا يعرضون لقطات فيديو وينشرون مواد تظهر اضطهاد المسلمين السنة على أيدي قوات الأمن العراقية التي يسيطر عليها مسلمون شيعة. يوضح ساجد أنّ هذه المواد فعالة في التحريض، وتعزيز الرغبة بالانتقام، لافتًا إلى أنّه عندما شاهد لقطة فيديو يظهر فيها إعدام جندي عراقي أحس بالراحة. يقول ساجد أعتقد أن هناك مستويات لنشر التطرف، تصوروا شابا مسلما يفكر أن الجنود العراقيين يقتلون السنة ولا يعاقبهم أحد، ثم يأتي تنظيم الدولة ويدعوهم للقتال في صفوف الخلافة للانتقام، سيحسون أن حلمهم قد تحقق. يقول ساجد: هذه كانت النقطة التي أحسست فيها بأني في خطر، متسائلًا: هل هذا ما تعرض له شقيقي؟ ثم تذكر تأثير اختفاء شقيقه على العائلة، وكيف انقطع أشقاؤه وشقيقاته الصغار عن الأكل والنوم، وفكر أن هذا lوقف يحصل مجددا لو انضم للتنظيم مثل شقيقه. كان ما حفزه لمقاومة الإغراء ذاتيا كما تطور الانجذاب بشكل ذاتي. كان بين معارف ساجد على تويتر شخصان يقاتلان في صفوف التنظيم في سوريا، يرسلان له أخبارا فورية عبر أحد التطبيقات. هكذا أصبح يعلم أشياء أكثر من غيره، وأحس بالتميز، ثم جعل يتظاهر بأنه مؤيد للتنظيم، وكان هذا صعبا ، فهو من جهة يقدم نفسه كمؤيد للتنظيم ومن جهة أخرى يحاول أن يثني الشبان عن الالتحاق به. ويروي كيف أن فتاة صومالية تعيش في لندن اتصلت به وقالت إنها تفكر بالانضمام لتنظيم الدولة، فنهاها ، فردت مصدومة : ما هذا؟ هل أنت جاسوس ؟ شعر ساجد بالخوف من أن تبلغ عن موقفه لتنظيم الدولة ، لكن هذا لم يحدث، وحذفت الفتاة تغريداتها بعد دقيقتين.