اثناء الحرب ( الباردة ) بين ماكان يسمى بالاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية كان هناك مبادرة لتلطيف الاجواء الساخنة التي كانت تنذر بأشتعال الحرب الكونية ( الاولى والاخيرة ) ..
وكانت المبادرة تهدف الى اقامة اولومبياد العاب اولومبية ( ودي ) تشاركه فيه الدولتان فقط وذلك لنشر مبادئ التقارب والتسامح بينهما ..
اقيم هذا الاولومبياد في العاصمة السوفياتية موسكو وانتهى هذا الاولومبياد بحصول المنتخب السوفياتي على المركز ( الاول ) والمنتخب الامريكي على المركز ( الثاني ) ..
وفي اليوم التالي اشتعلت حرب ( البروباجندا ) الاعلامية بين الدولتين ..
فقد ذكرت ( الميديا ) السوفياتية أن المنتخب السوفياتي قد حقق المركز الاول ، بينما حلّ المنتخب الامريكي في المركز ( الاخير ) الذي هو في الاساس المركز( الثاني ) .. !!
بينما ذكرت ( الميديا ) الامريكية أن المنتخب الامريكي حقق المركز ( الثاني ) بينما حلّ المنتخب السوفياتي في المركز ( ماقبل الاخير ) الذي هو في الاساس المركز ( الاول ) ..!!
ومايحدث الآن بين المعسكرين ( الازرق والاصفر ) اعلامياً في قضية عوض خميس هو مشابها لما حدث اعلامياً بعد نهاية الاولومبياد الذي جمع بين ماكان يسمى بالاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية ..
فكلا اعلام المعسكرين يحاول استخدام ( البروباجندا ) الاعلامية لمواجهة الاعلام المضاد مستخدماً في ذلك نشر المعلومات الخاصة بالقضية بطريقة ( موجهة ) احادية المنظور الفكري والمعلوماتي وذلك بتوجيه مجموعة مكررة ومركزة من ( الرسائل ) الاعلامية التي تهدف الى التأثير على المتلقي من الجانبين ..
وكذلك عرض الكثير من المعلومات ( الناقصة ) التي يتم ( اكمالها ) بتقديم معلومات ( مغلوطة ) ومقصوده وذلك للثأثير على المتلقي من الناحية العاطفية لا العقلانية ..
ففي قضية عوض خميس ، يتفق ( العقلاء ) من الجانبين على استحقاق اللاعب لعقوبة الايقاف في كل الاحوال ..
ولكن كل جانب يريد ( جرّ ) عقوبة ( التجاوز ) والصاقها بالفريق الآخر ..
فليس لدى الفريق النصراوي مانعاً من ايقاف اللاعب ، ولكنهم يريدون تخفيف وقع العقوبة النفسي والمعنوي عليهم بأيقاع العقوبة على الفريق الهلالي المتجاوز للنظام من وجهة نظرهم .. ؟؟!!
بل أن هناك منهم من قام ( بتهديد ) الهلال بالويل والثبور وعظائم الامور اذا صعّد الموضوع للجهات الرسمية في محاولة منهم ( لأرهاب ) الجانب الهلالي والتأثير عليه لكي يجنح الى السلم وإلى حل القضية بشكلٍ ودّي ..
بل أن البعض منهم قد ذهب وبشكل ٍ ( متطرف ) الى المطالبة بتبرءة اللاعب ونادي النصر وايقاع اشدّ العقوبات على نادي الهلال فقط و ( يسبّب ) لذلك بوجود ثغرة ( عنقاوية ) ستكون ( الغول ) الذي سيلتهم براءة الهلال من اجل ( خلهم الوفي ) النصر ..
وهذا الثغرة تتمثل حسب وصفهم في منح الهلال شيك بمبلغ ستة ملايين ريال وهذا يعني بطلان العقد الهلالي لدفعه مقدم عقد اكثر مما نصت عليه لائحة لجنة الاحتراف والتي حددت اعلى سقف ( لرواتب ) المحترفين السعوديين بمبلغ مليونان واربعمائة الف ريال في السنة ..
ولكن المادة التي يستند عليها الجيش النصراوي وهي ( المادة 6 الفقرة 7 ) في نظام الاحتراف السعودي تنص على أن ذلك خاص ( بالرواتب الشهرية ) وليس ( بمقدمات العقود ) مما يسقط هذه ( الثغرة العنقاوية ) ..
اما شيك الستة ملايين ريال والذي استلمه اللاعب عند توقيعه مع الهلال فقد ( ذُيّل ) وبذكاء هلالي معتاد بأن هذا المبلغ عبارة عن ( سُلفة ) من نادٍ للاعبه وليس هناك في نظام الاحتراف مايمنع من ذلك ..
وفي الجانب الآخر يسعى الهلاليون جاهدين لألحاق فريق النصر بلاعبه في العقوبة مستندين في ذلك على ( تحريض ) النصر للاعب على ( فسخ ) عقده مع فريقه دون ( مسوخٍ ) قانوني مع ( علم ) الادارة النصراوية بتوقيع عوض خميس عقداً رسمياً مع الهلال كما صرّح بذلك رئيس النصر الامير فيصل بن تركي ( بالصوت والصورة ) في لقاءٍ تليفزيوني ..
ومع كثرة الصخب والضجيج النصراوي حول القضية في كل مكان إلا أن الادارة الهلالية التزمت ( الصمت ) رسمياً منذو اشتعال احداث القضية كما انها رفضت كل التدخلات و (الوساطات ) لأنهاء الموضوع بشكل ( ودّي ) وقالت انها ستصعد الموضوع لأعلى مستوى مما ساهم في نشر الارتياح في جميع الاوساط الهلالية ..
وبعيداً عن هذه ( البروباجندا ) الهلالية النصراوية فأن الاتحاد السعودي ولجانه المختصة امام قضية واضحة وضوح شمس المنتصف من شهر اغسطس في صحراء نجد الشامخة وما عليهم سوى تطبيق النظام بحذافيره وفرض العقوبات على من يستحقها مهما كانت قاسية وذلك لتسير العملية الاحترافية السعودية بكل قوة واطمئنان وخصوصاً ونحن على مشارف مرحلة ( خصخصة ) الاندية وتحويلها الى كيانات اقتصادية ستساعد وبشكل كبير في تحقيق رؤية 2030