وضعت الشركات السعودية رؤيتها المستقبلية على الاستثمار المتزايد من الشركات الناشئة من خلال التركيز على سوق التكنولوجيا المتنامي في المملكة.
صحيفة khaleejtimes اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن سوق قطاع الأمن السيبراني في المنطقة سيصل إلى نحو 10 مليارات درهم في 2019، أي ضعف 5 مليارات دولار في عام 2014 .
كما أشار تقرير لبنك أوف أميركا إلى أن مشاريع المدن الذكية التي يتم دمجها في الشرق الأوسط على غرار مدينة الملك عبد الله الاقتصادية "لديها آفاق جيدة بسبب الاقتصادات القوية والمستقرة ومعدلات البناء المرتفعة" .
أما كيث كابلان، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمؤسسة تيسلا التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، فقد أكد أنه و "في عصر الحكم الذاتي، فإن حكومات الخليج العربي تتجه لتبني الابتكارات العالمية، ودمج المدن الذكية والإنترنت والخدمات" .
من جهتها تريد المملكة العربية السعودية تحويل صندوقها للاستثمار العام إلى أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم وإلى لاعب رئيسي في مجال التكنولوجيا. وقد نجحت الخطة نجاحا كبيرا عندما أعلن الصندوق في أكتوبر من العام الماضي أنه سيشارك مع مجموعة سوفت بانك اليابانية لإنشاء صندوق استثمار تكنولوجي بقيمة 100 مليار دولار .
في ذات السياق كشفت دراسة ل "سي بي إنزيتز" العلاقة بين المستثمرين السعوديين والشركات المستهدفة. وأظهرت أن شركات السعودية قد فعلت الكثير ما بين يناير 2012 إلى يناير 2017 سواء في الاستثمار في شركة ناشئة أو اكتسابها تماما.
كما استخلصت الدراسة عدة نقاط رئيسية أولها استثمار أرامكو السعودية بالفعل في مجالات غير نفطية حيث تعد أرامكو ثاني أكثر الشركات نشاطا من خلال 20 إستثمارا في عام واحد.
و ثاني النقاط الرئيسية هي توجه السعودية نحو الطاقة النظيفة حيث أبرمت 24 صفقة في مجال النفط والطاقة والحفر 12 منها على الأقل مرتبطة بشكل مباشر بالطاقة النظيفة حيث شاركت الوطنية للبتروكيماويات الصناعية في تمويل سيلوريا تكنولوجيز في الوقت الذي تعد فيه شركة وادي الرياض أكثر الشركات نشاطا في هذا المجال فقد شاركت في تمويل تمويل شركة سول فولتيكس لتوليد الطاقة الشمسية وتخزينها (12.5 مليون دولار)، وشركة بيمريتش سولار المتخصصة في مجال الطاقة الشمسية (36 مليون دولار) بالإضافة إلى صندوق الابتكار في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا الذي مول في جولتين بما قيمته 1.2 مليون جهود شركة نوماد للطاقة الشمسية.
إلى ذلك عقدت في السعودية نحو 70 صفقة تتعلق بالتكنولوجيا مؤخرا 16 منها متعلقة مباشرة بقطاع التنقل حيث شاركت شركة الاتصالات السعودية ومجموعة الطيار للسفر في جولة بقيمة 350 مليون دولار من التمويل في الربع الرابع من عام 2016 لمنافستها أوبر كاريم نيتوركس.
مؤشرات تؤكد بأن توجه المملكة العربية السعودية المتزايد إلى مجال الشركات الناشئة يمكن أن يكون مجرد بداية لاستثمارات اكبر في المستقبل.في الوقت الذي بدأت فيه شركات التكنولوجيا تقدم عروض قيمة و فريدة من نوعها لنماذج سوق أعمال المستقبل في السعودية.