تبدو إدارة ترامب حريصة على تعزيز التحالفات الأمريكية مع شركائها العرب كجزء من سياسة تهدف للتعاون بشكل أوثق مع الدول الإسلامية السنية للرد على إيران .
موقع United Press International اورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه بأن هذا التوجه الأمريكي إتضح بعد أن إستقبل الرئيس الامريكى دونالد ترامب ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فى البيت الابيض لاجراء محادثات تركزت على تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية.
و قد مهدت هذه المحادثات الطريق لزيارات زعماء عرب اخرين إلى واشنطن في الاسابيع المقبلة حيث من المتوقع ان يستقبل ترامب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في البيت الابيض هذا الشهر كما من المنتظر أن يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والزعيم الفلسطيني محمود عباس واشنطن في الأسابيع المقبلة.
يأتي ذلك بعد أن ساءت الدول العربية بما إعتبرته سياسة الاسترضاء تجاه إيران من قبل سلف ترامب باراك أوباما، ورفض أوباما شن ضربات عسكرية في سوريا على الرغم من استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية، حيث يشير محللون إلى أن أحد اهداف اجتماع ترامب مع الامير محمد هو طمأنة الدول العربية بان الولايات المتحدة غيرت مسارها.
في ذات السياق أكد جيرالد فيرستين، السفير الأمريكي السابق في اليمن ومحلل في معهد الشرق الأوسط في واشنطن ان لقاء الرئيس الاميركى مع الامير محمد بن سلمان كان جزءا من سلسلة من الاتصالات الثنائية التي "تهدف الى الاشارة الى أن هناك نهجا امريكيا جديدا تجاه المنطقة يرتكز على تعاطف واشنطن تجاه مخاوف دول الخليج من المواقف الامريكية التى تطورت خلال ادارة اوباما".
وأشار فيرستين إلى ان المحادثات الهاتفية السابقة بين ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي كانت جزءا من هذه المبادرة.
كما يأتي هذا التطور في الوقت الذي تكثف فيه الولايات المتحدة مشاركتها العسكرية في منطقة الخليج، حيث نقلت شبكة سى ان ان الاخبارية عن مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية قوله ان ترامب اعطى القادة العسكريين المزيد من الفرص لاطلاق مهام مكافحة الارهاب فى اليمن.
و كان أول عمل عسكرى أمر به ترامب بعد توليه منصبه فى يناير الماضى هو غارة شنتها قوات النخبة الأمريكية ضد تنظيم القاعدة فى اليمن.
ويمثل دعم الولايات المتحدة القوي للسعودية ضد منافسها الإقليمي إيران في اليمن وأماكن أخرى قضية رئيسية تمهد لتقارب أعمق بين واشنطن والرياص حيث ترى إدارة ترامب أن طهران هي التهديد الرئيسي للاستقرار في المنطقة،لذلك يشير ثيودور كاراسيك كبير مستشاري شؤون الخليج في واشنطن ان "الولايات المتحدة تتشاطر المخاوف السعودية حيال الاحتلال الايراني للاراضي العربية وإزدياد انخراطها في اليمن".
كما يؤكد كاراسيك ان ادارة ترامب من المحتمل ان تدعم برنامج رؤية عام 2030 لان المشروع يحمل اهمية هائلة بالنسبة للشرق الاوسط وما وراءه، مشيرا إلى ان "فشل رؤية 2030 سيكون له تأثير كبير على استقرار المنطقة وعلى الصعيد العالمي، وبالتالي، فإن لدى الولايات المتحدة مصلحة خاصة في نجاح الرؤية السعودية ".