2017-03-31 

القادة الجدد في الخليج لا يذرفون دموعهم على الصحافة الورقية

من الرياض فهد معتوق

شهد الخليج العربي وعلى رأسه السعودية عملية تغيير ضخمة لا تبدأ بالاقتصاد ولا تنتهي بالسياسة، بل حراك في كافة مفاصل الحياة، وذلك بقيادة جيل جديد من القادة الشبان الذين يهدفون للتغيير والحداثة.

 

 

وهذا يعني أن وسائل الحركة القديمة، وطرق النشر والإنتشار لم تعد ذات قيمة بالنسبة لساسة الخليج، الذين يعتزمون تعزيز التوجه إليكترونيا وتكنولوجيا ، وعلى رأس هذه الأقنية التغيرية تأتي الصحافة.

 

 


ولذلك يقول الإعلامي السعودي الكبير، المستنبئ المستنير،  عثمان العمير أن عملية إغلاق صحيفة أو تغيير موقعها الجغرافي، أمرٌ لا علاقة به بتقلص نفوذ دولة أو  فشل مشروع سياسي، بل هو نقلة لمرحلة جديدة مختلفة.

 

 


وقال العمير في منشور على صفحته في الفايسبوك" بعض الزملاء الصحافيين اللبنانيين يذرفون الدموع على الصحافة الورقية كلما ودعتنا واحدة تلو الاخرى ، وهذا حقهم فقد عاشت أكثريتهم في بحبوحة تلك المرحلة . لكن الغريب ربطهم ما يحدث من تهاوي انها بداية انحسار نفوذ سياسي لقوة إقليمية هنا وهناك" . 

 


ويشير الإعلامي السعودي أنه من الغريب ربط ما يحدث بإنحسار للنفوذ السياسي ذلك أن " الحق وبعبارة مبسطة ان السياسيين الخليجيين الذين يديرون دفة المرحلة حاضرا لا علاقة لهم بالورق."

 

 

ويضيف العمير أن الساسة خاصة الخليجيين منهم "يستيقظون ويفطرون وياكلون وينامون على الاعلام الجديد ...ويشاركون فيه بأسمائهم أو اسماء مستعارة  ومن  شب على شئ فقد شاب عليه".

 

 

ويأتي حديث العمير المستنير بعد مناحة صحافية شهدتها صحف بيروتية ومواقع تحاول نعي صحيفة الحياة اللندنية الشهيرة، التي تعتزم القيام بعملية تغيير واسعة للتفاعل مع المستقبل والتقنية.

 

وتعتبر لبنان ومصر أواخر القلاع العربية التي لا تزال تعيش في مملكة الورق وطريقته ونهجه، بينما على المقلب الآخر من الخليج تجري حركة حثيثة للتفاعل مع التغيير وتعزيز صحفنة الإلكترون وذراته الطائرة للمستقبل.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه الصحافة الإلكترونية تتوسع على حساب الورقية ما جعل الأخيرة تعيش وضعية صعبة بسبب إنحسار أعداد القراء وغياب الإعلانات.

 


وضع دفع بأعرق الصحف العربية على غرار السفير اللبنانية إلى إغلاق أبوبها بعد سنوات من العطاء فيما تصارع صحف خليجية وعربية أخرى لأجل البقاء في ذات الآن الذي إتجهت فيه البعض منها إلى تقليص أعداد العاملين فيها أو التقليص في عدد صفحاتها .


 
وإن كان يمكن تفهم تسلل الصحافة الإلكترونية بيننا على أنه مواكبة للتطور التكنولوجي والتقدم العلمي إلا أنه لا مفر من وقفة  دقيقة وحازمة لإنقاذ أعتى القلاع الإعلامية من السقوط وإستشراف رؤية تحمي الورق من أن يذوب وسط الإلكترون. 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه