2200
هل أخطأت مارين لوبن العنوان حين طرقت باب الأزهر في القاهرة وقابلت شيخه الإمام الدكتور أحمد الطيب لتطلب معلومات عن الجهاديين المتطرفين من مصدر إسلامي موثوق؟ السياسية اليمينية الفرنسية معروفة بسلبيتها تجاه الإسلام الفرنسي، فهي حين ترى استحالة اندماج المسلمين في بلدها تنسب ذلك إلى الإسلام نفسه لا إلى معوّقات قانونية أو اقتصادية أو اجتماعية. لن تحظى السيدة لوبن في الأزهر بأجوبة مباشرة على أسئلته
مرة أخرى يضرب الإرهاب، ولكن هذه المرة سريعاً، فلم تكد تجف دماء شهدائنا في القديح حتى بادر الإرهابيون بالتفجير عند مواقف مسجد آخر في الدمام. من الواضح أن المجرم والمحرض والمتعاطف يتقاسمون المسؤولية كاملة، فلا تنجح أية جريمة إرهابية من دون التعاضد بين أركان هذه العصابة. نعم هي عصابة مع اعتذاري لمفهوم العصابة نفسه، فهناك عصابة روبن هود وعصابة سارقي الكتب وعصابة مهربي الخمور وعصابة المصارف وعصابة ا
ما هي ملامح القوة السعودية الصاعدة وتأثيرات ذلك على المملكة والمنطقة والعالم؟ كان ذلك موضوع محاضرة الأستاذ والباحث في جامعة هارفارد الدكتور نواف عبيد، ألقاها بمبنى الكونغرس الأميركي الجمعة الماضي. الحضور كان كبيراً على غير عادة اللقاءات المماثلة، التي تعقد نهاية الأسبوع في يوم ربيعي مشمس، فالموضوع مهم لساسة واشنطن هذه الأيام، فما يجري في الشرق الأوسط بات رتيباً ومحبطاً، ولكن «الاقتحام» السعودي للأ
عقب فوزه في الدورة الانتخابية السابقة، فاجأ ديفيد كاميرون الحكومة الإسرائيلية باتخاذ قرار لم يسبق أن اتخذه أي رئيس وزراء بريطاني منذ سنة 1901. وكتب مساعده رسالة إلى مؤسسة «كيرين كايميت» يبلغها فيها بأن موقعه الرسمي يحظر عليه رعاية هذه الجمعية، إضافة إلى الأسباب التي تمنعه من حصر عنايته بدولة واحدة محددة. الجالية اليهودية في بريطانيا اختلفت في حينه على أسلوب التعاطي مع ذلك القرار، واتفقت على منح
في لقاء للسيد إياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية العراقية، والرجل الذي خبر السياسة وعرف دهاليزها، سأله سائل: «أين الاعتدال الشيعي؟»، فقال: «الاعتدال الشيعي يخشى التطرف الشيعي، والاعتدال السُني يخشى التطرف السُني». استوقفتني هذه العبارة العميقة، فبجانب عمقها وشجاعتها، فإننا في هذه المرحلة من التاريخ الحديث وقعنا في مصيدة «التطرف الطائفي بشقيه»، لا لسبب إلا لأن الشجاعة قد فارقت البعض منا لتسمية الأشياء
في الثلاثينات قامت في أوروبا مواجهتان ضد الفاشية؛ الأولى عسكرية في إسبانيا، والثانية فكرية في باريس، حتى في الأولى، جاء مفكرون ومثقفون وكتّاب مثل جورج أورويل وأندريه مالرو وإرنست همنغواي. لكن في باريس كانت الحريات من كل مكان وفي سبيل جميع القضايا. بولنديون، وروس، ورومانيون، ولبنانيون، (بعضهم ضد تركيا وآخر ضد الحركة الصهيونية). كانت هناك قضايا كبرى تعصف بالعالم، النازية، الفاشية الإيطالية، الفوضوية
هناك دومًا في التاريخ جرائم قتل مجهولة، وجماعات محترفة للاغتيالات الخفية، وأحيانا بطرق محددة للقتل، انطلاقا من معتقدات وأساطير معينة. حدث ذلك في القديم، ويحدث حتى اليوم، شخص أو جماعة ما يتملكها الهوس بفكرة ما، وترى استباحة حياة كل من هو خارج هذه الفكرة. خطورة الأمر ليست أن تكون هذه الجماعة ظاهرة شاهرة، تقاتل علنًا، بل في أن تكون هذه المجموعات متخفية بين الناس، تحاكيهم، وتجاريهم، وكأنها جزء منهم، ب
فى مصر خطابان هما وجهان لعملة واحدة، وانتعاش أحدهما مرتبط بالآخر، واختفاؤه يعنى اختفاء الآخر، ورغم أنهما يمثلان أزمة مصر الحقيقية، فإنهما ظلا حتى الآن مهيمنَيْن على الساحة السياسية والإعلامية. والحقيقة أن مصر عرفت منذ انتفاضة 30 يونيو خطابين متعاديين، أحدهما معارض، ولكنه فى الحقيقة لا ينتمى للمعارضة التى تعرفها دول العالم، لأنه يرغب فى هدم المسار السياسى برمته لا تغييره أو إصلاحه، والثانى مؤيد يس
شن الرئيس الإيراني حسن روحاني هجوما حادا خلال خطابه هذا الأسبوع على منتقدي السياسة الخارجية لحكومته، مذكرا الجميع بأن السياسة ليست إلا خيارات، حيث شدد قائلا: «لقد تخيرت هذه الحكومة سبيل الاعتدال والتعاون، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى». وفي الوقت ذاته وجه الاتهامات إلى «الأفواه الصغيرة ذات الأبواق الكبيرة» في طهران التي تروج لطبعة منحرفة من السياسة الخارجية الإيرانية مع تلك «الشعارات الحماسية»
آخر أنباء السعادة من «الجمهورية الديمقراطية الاشتراكية» في بلاد الزعيم المبجل كيم جونغ - أون، الطافح فرحًا وحبورًا وضحكًا، أن عبقرية التصنيع توصَّلت إلى تعليب الأسلحة النووية في عبوات صغيرة، يمكنك - إذا شئت - أن تقدمها هدية في حفل عيد ميلاد. أنا شخصيًا، لن أصدق ذلك قبل أن أرى صورة الزعيم المبجّل، ضاحكًا، حليق الفودين، وهو يداعب قنبلة نووية ومن حوله الجنرالات يصفّقون. الزعيم المبجّل لا يتصور إلا إ
عندما يقول ميخائيل بوغدانوف "إن الولايات المتحدة فهمت الآن أنه ليس هناك بديل من الرئيس بشار الأسد وحكومته"، فليس المهم الإزدراء الضمني لأميركا "الغليظة الذهن" التي استوعبت أخيراً نظرية المعجزة الروسية التي طالما قالت لا بديل من الأسد، لكن الأهم هو المساحة التي سيبقى الأسد رئيساً عليها. قياساً بالواقع الميداني المنحسر والمتراجع للنظام السوري يصبح التساؤل المعكوس ضرورياً، بمعنى هل فهمت روسيا الآن ا
تتزايد المفاجآت في المنطقة العربية على عتبة التحوّل الجغرافي – السياسي في الشرق الأوسط المتجّه نحو إنماء علاقة أميركية – إيرانية تتعدى مجرد التهادنية فيما العلاقة الأميركية – الإسرائيلية تبقى تحالفية بامتياز بغض النظر عن بوادر الاختلاف، وفيما العلاقة الأميركية – العربية بمختلف عناوينها من الخليج إلى أفريقيا مروراً بالمشرق وبلاده الممزقة يشاء الأميركيون أن يقولوا أن الرأي العام الأميركي لا يكترث بم
ثلاثة خطابات متوالية، قتالية النزعة، أنعم بها الأمين العام لحزب الله على حزبه وعلى الطائفة الشيعية وعلى اللبنانيين والسوريين. ومؤدَّاها أنه مستعدٌّ للقتال في كل مكانٍ، ولو أدى ذلك لهلاك نصف الطائفة الشيعية أو ثلاثة أرباعها من أجل الحياة الحرة والكريمة (!). لكنه وهو يقاتل من أجل الحياة الكريمة هذه (يعني هل هو ذليلٌ الآن؟!) توعَّد فئاتٌ من شبان الطائفة الشيعية وكهولها سمّاهم: «شيعة السفارة» الأميركي
يفتش خصوم «حزب الله» على ما يمكن أن يقنعهم في خطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله الأخير عن تبريراته للهجوم الذي ينويه على المسلحين السوريين في جرود عرسال ومطالبته الجيش اللبناني والحكومة بتحمل مسؤولياتهما في السيطرة على البلدة الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية مع سورية. يرغب هؤلاء في تجنب المزيد من الخلافات مع الحزب ومن التصعيد في الحساسيات المذهبية التي يتوخّون خفض منسوبها عبر حوار الحزب مع تي
منعت الحكومة العراقية سنّة الرمادي من دخول عاصمة بلادهم بغداد. لو حصل هذا في دولة أخرى لاتهمت فورًا بالعنصرية وبممارسة التطهير العرقي. لكن الحكومة العراقية تتصرف كما يبدو بما تراه مستقبل العراق.. قالت بإرسال السنّة إلى كردستان، ومن هناك يتدبرون أمرهم، وكأن هذه النظرة إلى المستقبل تنطبق على سوريا أيضًا حيث سحب النظام جيشه من مدينة تدمر فدخلها 200 فقط من تنظيم داعش، وبعد ذلك تدفق اللاحقون ليرتكبوا ا
منذ ظهور تنظيم داعش الإرهابي باتت هناك جملة تتكرر عند انعقاد أي اجتماع عربي - غربي، وتحديدا «أميركي»، فحواها أنه «اتفق الطرفان على ضرورة التنسيق لمحاربة (داعش)، ومكافحة الإرهاب»، وهذا أمر جيد بالطبع، لكن ماذا عن باقي الجماعات الإرهابية؟ محير أن يكون هناك إرهاب مسكوت عنه، وإرهاب يجب أن يحارب، المفروض، والمطلوب، أن يسمي كل بيان يتعهد بالتعاون ضد الإرهاب، عربيا وغربيا، الأشياء بأسمائها. كان من المنت
الى أين يمكن ان يصل التراشق بالاتهامات بين واشنطن وبغداد وطهران حول سقوط الرمادي او بالأحرى تسليمها الى "داعش"؟ كان من المضحك - المبكي ان تتكرر فضيحة سقوط الموصل، فوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يقول ان الجيش العراقي لم يبدِ ارادة للقتال، وأنه لم يكن يعاني نقصاً في العديد والعتاد، كان أكثر عدداً بكثير من الارهابيين الذين هاجموا المدينة لكنه انسحب، نحن قدمنا له التدريب والتجهيزات لكننا لا نستطيع
ليس متوقعاً أن يحقق اللقاء الذي دعا السكرتير العام للأمم المتحدة إلى عقده في جنيف غداً شيئاً جديداً. فالقوى الانقلابية التي انتهكت الهدنة الإنسانية، وواصلت الاعتداءات والقتل خلالها، ستواصل مناوراتها لتفريغ مشاورات جنيف من أي مضمون. وهي التي أحبطت من قبل نتائج الحوار الوطني داخل اليمن، ثم أغلقت الطريق أمام استمراره وحاولت أن تحقق عبر السلاح ما لا تستطيع الحصول عليه من خلال السياسة. ولذلك فقد تعجل
منذ اجتماع أطياف اليمن السياسية وقواها المختلفة في الرياض، وبعد انتهاء المهلة الإنسانية، بدأ المشهد على الأرض يتبدل سريعاً لصالح المقاومة، متخلصة من حالة سلبية سادت الفترة الأولى. اجتمعت الطوائف اليمنية برعاية خليجية لتدرس وضعها، وتناقش فجواتها، وتجمع صفوفها، ولتثأر لكرامتها التي حاول «صالوثي» (صالح والحوثي) امتهانها. جرائم «صالوثي» وخرقه للهدنة، واستهدافه المدنيين كانت تهديداً مستمراً لحياة كل ف
لأن هناك دعوة من المملكة العربية السعودية لاجتماع واعد، إنْ ليس لكل فلمعظم تشكيلات وقوى ورموز المعارضة السورية، المعتدلة بالطبع، فإنه ليس ضروريًا قطع الطريق على هذه الدعوة وعلى هذا الاجتماع بدعوة أخرى واجتماع آخر في القاهرة، وهو الاجتماع الذي تم الإعلان عنه قبل أيام قليلة والذي قيل على لسان أحد منظميه إن نحو 200 شخصية من المعارضين السوريين سوف يحضرونه، والواضح وهذا معلن وليس مجرد تكهنات أنَّ الهدف