2600
يأخذ حلفاء إيران على الدول الخليجية انها أطلقت عملية «عاصفة الحزم»، «خالية من القيم» وأن ليس لدى هذه الدول ما تبشر به اليمنيين على الصعد كافة لافتقارها هي ذاتها الى القيم العصرية والحديثة. في جعبة هؤلاء الحلفاء لائحة طويلة من الاتهامات عن دعم «الارهاب التكفيري» وصولاً الى الشتائم العنصرية ضد العرب عموماً، معتبرين ان الانجازات الايرانية سواء في مجال مد نفوذها السياسي او «انتصارها» الديبلوماسي في ا
قرار مجلس الأمن الذي وضع استراتيجية سياسية لليمن وأضفى شرعية دولية على العمليات العسكرية للتحالف العربي صدر هذا الأسبوع نتيجة براعة ديبلوماسية مميزة لسفراء دول مجلس التعاون الخليجي ورئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري المتمثلة بالأردن وسفيرته دينا قعوار. السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي الذي قاد المفاوضات بصبر وإصرار ومثابرة، قال إن القرار 2216 «إنجاز تاريخي لأنه يؤسس لعدة حقائق أولاها
هناك التفافٌ عربي من حول السعودية، ظهرت أبرز تجلياته في حملة «عاصفة الحزم»، وفي مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ. السعودية ومصر هما ركنا هذا التكتل العربي، الذي طمح للتحول إلى نظامٍ بقيام الجامعة العربية عام 1945. وما أدرك أحد بعمق أهمية العلاقة بين المملكة ومصر للدولتين، وللعرب جميعًا، بقدْر ما أدركها وعمل لها العاهل الراحل الملك عبد العزيز آل سعود. ثم إنه أوصى بها بنيه، الذين رعَوها بالفعل على تق
اليمن في السنوات الأخيرة تحول إلى ملعب ترتع فيه كل مسببات الفوضى والخراب السياسي والأمني في المنطقة، وكان آخر ذلك «جمهورية الحوثي الإسلامية» على غرار جمهورية إيران الخمينية، لولا هبوب «عاصفة الحزم» المظفرة. الحق أن خطر الحوثي كان أعمق الأخطار، وأشرسها على اليمن وجيرانه في الجزيرة العربية، وعلى الضفة الأفريقية العربية، ذلك أنه لو تحققت خطة الولي الفقيه لليمن، لدخلنا في مسار سياسي مدمر، وتغيير مريض
استؤنفت يوم الأربعاء المحادثات بين إيران ودول مجموعة (5+1)، أملا في التوصل لاتفاق حيال القضية النووية الإيرانية قبل الموعد النهائي المحدد في 30 يونيو (حزيران). وزاد من صعوبة التفاوض للوصول إلى اتفاق، تلك الجلبة التي صاحبت «الاتفاق التاريخي» في لوزان السويسرية. والسبب في ذلك يعود إلى أن القضية ذاتها صارت تيمة من تيمات السياسة الداخلية في كل من إيران والولايات المتحدة. في الولايات المتحدة، فإن خصو
تكثر الدلالات في القرار الدولي الأخير الرقم ٢٢١٦ حول اليمن كمؤشر الى المرحلة الجديدة التي أطلقتها عملية «عاصفة الحزم». وفضلاً عن انه تغطية قانونية وسياسية من المجتمع الدولي للعملية وتشريع لتولي قوى إقليمية معالجة أزمة نشبت قبل اربع سنوات، فهو تسليم من المجتمع الدولي بأن الوضع العربي بات يخضع لقانون لعب دوله دورها في رسم النظام الإقليمي الجديد على أبواب تسويات وصفقات تتهيأ لها المنطقة. تطبيق أي قر
نحن في وسط جدل كبير بسبب الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني مع الغرب، واستباقًا لقمة كامب ديفيد، التي قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما عقدها مع قادة دول الخليج العربية حول الاتفاق وتبعاته، فالنقاش يزداد حدة. آخر المبشرين به هو فالي نصر، خبير في شؤون المنطقة، وكاتب، وأستاذ علوم سياسية، ومستشار لعدد من الدوائر الرسمية في واشنطن. كتب في «نيويورك تايمز» مستغربًا لماذا العرب غير راضين عن الاتفاق الإ
أعطاني زميل مقالاً على الانترنت عنوانه: الخازن يدعو السيسي الى إخلاء سيناء من سكانها وقتل كل مَنْ يبقى. المقال نفسه ينقل في فقرته الأولى ما كتبت فقد طالبت الرئيس المصري بتفريغ شمال سيناء، وهو شبه خالٍ أصلاً، من الناس ضمن موعد محدد، ومَنْ يبقى بعد ذلك يُقتَل من دون سؤال عن هويته. وهكذا فقد طلبت مهلة لإخراج الناس من شمال سيناء بمحاذاة قطاع غزة، ورأيت أن مَنْ يبقى بعد ذلك إرهابي يريد قتل جنود مصريي
لو جال أحدهم في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في مناطق الجنوب اللبناني، وهو يحمل خريطة للعالم العربي ليس فيها أسماء الدول ولا حدودها، وطلب من الناس أن يدلوه إلى موقع اليمن فيها، لفشل معظمهم في ذلك. فهذا البلد البعيد من لبنان واللبنانيين، خصوصاً الجنوبيين وهمومهم، لم يكن يوماً محل اهتمامهم، والأرجح أنه لن يكون، سوى في حدود ما يفرضه عليهم «حزب الله»، المحتكر مصيرهم، عندما يوجّه، بل يجيّش، القنوات التلف
توغلت إيران في الدول العربية من باب العمل الخيري «نصرة الضعفاء والمظلومين»، هكذا كانت البداية الناعمة في لبنان، هذا الجنين الخيري تحول إلى حزب مسلح اختطف الدولة، يشارك سياسياً ويهيمن عسكرياً، وقراره يصدر من طهران. وفي العراق، وبعد تمهيد الدبابات الأميركية الأرض، جاءت إيران بفرق ميليشيات مختلطة عراقية إيرانية طائفية، دربتها في معسكراتها لتسيطر على القرار السياسي والعسكري. اليمن كان على وشك السقوط
شن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي هجوما قويا على ما أعلن في لوزان في الثاني من الشهر الحالي. رد فعله يثبت أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حسب الشروط التي وضعها، قال، لم يحدث شيء في لوزان، وإن المفاوضين قد يحتاجون إلى أكثر من ثلاثة أشهر إضافية، وإن ما جاء في «صحيفة الوقائع» الأميركية غير صحيح، وكأنه يشير إلى أن لا اتفاق قريبا. كان خامنئي يصر على رفع العقوبات لحظة التوقي
عندما اعتذرت المملكة عن مقعدها في مجلس الأمن أكتوبر 2013، قال البعض إن هذه الخطوة تضر ولا تنفع. واليوم أثبتت المملكة أن فرض القرار يحتاج لقوة لا لمقعدٍ، وهي بذلك انتصرت مرتين، مرة يوم اعتذرت عن مقعدها وسجلت موقفاً ضد المجلس، ومرة يوم فرضت مشروعها بشأن اليمن. بالأمس حققت الدبلوماسية السعودية نجاحاً يوازي نجاعة عاصفة الحزم، واستطاعت انتزاع موافقة القوى الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن والأعضاء ال
قررت هيلارى كلينتون -رسمياً- أن ترشّح نفسها لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016. والسيدة كلينتون التى كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والسيناتور فى مجلس الشيوخ الأمريكى، وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، هى الأوفر حظاً فى الحصول على دعم وتأييد حزبها الديمقراطى لدخول معركة الانتخابات باسم الحزب. ويعتبر قرار «هيلارى» هو خطوة مبكرة لدخول سباق الرئاسة، حيث إنه يسبق المعركة بـ26 شهر
بقدر ما فاجأت روسيا المجتمع الدولي بعدم استخدامها حق النقض (الفيتو) في قرار مجلس الأمن بشأن اليمن، بقدر ما أرسلت بصيصًا من أمل في التعاطي بشكل أكثر عدالة مع القضايا العربية. النصر الدبلوماسي الخليجي الحقيقي في نيويورك كان في إقناع موسكو بعدم عرقلة القرار، وهي التي كان بإمكانها استخدام «الفيتو» وعرقلة المشروع، إلا أنها آثرت أن تعود بإيجابية للقضايا العربية من البوابة اليمنية. الروس اقتنعوا أخيرًا
«ها نحن أتينا معتذرين ومعترفين أنّا أطلقنا النار عليك بروح قبليّه». لعل اعتذار نزار قباني لبيروت، يساعدنا في الاعتذار للبنانيين الذين جرى زجّهم جميعاً في تداعيات حملة «حزب الله» على السعودية. فحمّل بعض الكتّاب السعوديين كل الشعب اللبناني وزر هذا الموقف غير المبرر، واتَّهم شعباً بكامله بغياب النخوة ونكران الجميل، وسَخِر من تاريخه، وثقافته، وظروفه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. واختصر لبنان بموق
إلى ليلة التصويت على قرار اليمن في مجلس الأمن، نشطت إيران باتجاه سياسة شراء الوقت، وطرحت أفكارًا من بينها وقف إطلاق النار والعودة للتفاوض. وجرّب حلفاؤهم الروس ترويج البضاعة بأن إيران تقول إنها قادرة على إقناع المتمردين الحوثيين على التفاوض والانخراط في حكومة يمنية، وبالتالي إنهاء الأزمة سلميًّا. فكرة الحل السلمي فيها من الإغراء ما لا يستطيع حتى الخصوم صدّه. فإن كان حقًّا يمكن التوصل إلى حل ينهي ا
غير معقول أن تكون مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى لا يوجد فيها برلمان بسبب عجزها عن إصدار قانون للانتخابات. سمعنا عن بلاد لا توجد فيها برلمانات بسبب الحروب الأهلية، أو الكوارث الطبيعية، أو لأن أنظمة الحكم فيها لا تعترف بالمجالس النيابية أصلا، وسمعنا أيضا عن انتخابات يتم تأجيلها مراعاة لمواعيد الحصاد، أو الامتحانات، أو الصيام، أو الأعياد الرسمية. ولكن أن يتأخر عقد الانتخابات ما يقرب من عام كام
بانتهاء الحرب الباردة، تغيّر معنى «الثورة» في ما تغيّر. فقد تراجعت «الثورة» الطبقيّة المطعّمة قوميّاً، وتلك القوميّة المطعّمة طبقيّاً، لمصلحة «الثورة» الديموقراطيّة. وكانت تحوّلات أوروبا الوسطى والشرقيّة، معطوفة على سقوط الديكتاتوريّات العسكريّة في أميركا اللاتينيّة وإندونيسيا، وطيّ العنصريّة في جنوب إفريقيا، برهان التغيّر هذا. فـ «الحرّيّة» أزاحت «التحرّر»، و «السلميّة» أطاحت «العنف الثوريّ»، و «
لم أسترح كثيرا لرد الفعل العربي على اتفاق إيران مع مجموعة 5+1 بقيادة الولايات المتحدة؛ فقد اتسم بالانزعاج أكثر مما ينبغي، والمبالغة الشديدة فيما حصلت عليه إيران من الاتفاق، وبالطبع غرق الأمر كله في حزمة من المؤامرات والتواطؤ، وقدر هائل من الارتعاد من المستقبل. لن نختلف كثيرا أن إيران على طريقتها الخاصة دولة «ثورية»، أي إنها ترى في الأوضاع القائمة في المنطقة ما يستحق التغيير؛ وعندما يختلط ذلك بالدي
منذ اليوم الأول لـ «عاصفة الحزم»، التي انطلقت رداً على التدخُّل الإيراني في اليمن، بدأت أقلام عربية التشكيك في هذه الحرب، ومعاودة الطرح ذاته الذي صاحَبَ حرب تحرير الكويت. قد نتفهّم ما جرى في حرب تحرير الكويت، باعتبار أن بعض تلك الأصوات كان يدعو إلى حلّ عربي، على رغم يقينه بأن ذلك الحلّ لم يكن ممكناً في ظل الانقسام الذي شهدته الساحة السياسية العربية في تلك الأزمة. ولكن، كيف يمكن تفسير موقف بعض المث