2800
سعد الحريري يريد الوصول إلى رئاسة الحكومة. هو يشعر بأن موقعه في الرياض تغيَّر، ويرغب في تجديد تأشيرة دخوله إليها. هذا الهدف سيدفعه إلى تنازلات غير محسوبة. وهو ربما كرر خطأ والده بعدم الاستماع إلى نصائح الآخرين، والتمسك بالوصول إلى رئاسة الوزارة، بصرف النظر عن الظروف والمكاسب السياسية. فؤاد السنيورة مدرك لدوافع سعد الشخصية، وحماسة الأخير لتهيئة الأجواء لترشُّحه مجدداً، ولهذا تحفّظ عن حوار عين التين
كان سعيد عقل يكره نابوليون بونابرت والاسكندر المقدوني، ويقول ساخراً "في ناس بيسموا ولادن اسكندر؟". سبب الكره أن كلاهما خرج من بلاده ليحتل بلاد سواه "شو بياخد اسكندر عَ الهند؟ شو علاقتو بالهند؟". لكن الدنيا، في معظمها، ليست مصنوعة من أجل سعيد عقل والدالاي لاما والأم تيريزا، التي ذهبت إلى الهند لتعتني بالبرص وطبقات المنبوذين وهوامش البشر. هناك اشياء كثيرة سخرت منها في سعيد عقل. تناقضاته بين الفكر ا
أمام القمة العربية التي ستنعقد في مصر بشرم الشيخ، سؤال كبير يتعلق بصيانة الأمن العربي. القمة ستعقد خلال يومي 28 و29 مارس (آذار) واليمن يغلي على نار إيران، والعراق بين خنجر «داعش» وسكين سليماني، وسوريا ما زالت تقاتل للخلاص من براميل بشار وميليشيا نصر الله ومجرمي «داعش»، وخذلان أميركا والعالم. الجرح الساخن الآن هو اليمن، مع انقضاض ميليشيا الحوثي، وخونة الجيش الذين يوالون علي عبد الله صالح، وليس رئ
أرحب بالرأي المعارض، لا مجرد الرأي الآخر، ولكن أرجو ألا يناقشني قارئ في المعلومات. أنا في لندن ومعلوماتي دائماً صحيحة، إن لم يكن لحسن أخلاقي فخشية أن أنتهي في المحكمة. أكتب بعد أن قرأت كلمات لقارئ من دون إسم ينقل عني قولي: «إلا أن إيران لا تحتل بلداً بكامله وتقتل الأطفال وتستوطن وتدمر يوماً بعد يوم». هو يقول: غريب جداً هذا الكلام. أقول إن القارئ غريب جداً عن الموضوعية فكلامي صحيح، وقد سجلت مرة بع
السؤال الأهم الذي يتداوله السعوديون هذه الأيام، هو ماذا يريدون من الأمير الشاب محمد بن سلمان، من خلال موقعه المهم الذي يشغله في هرم الحكومة السعودية. ولعله وهو يشغل هذه المهمات الجسيمة، خلال ستين يوماً فقط من حكم الملك سلمان، وبالأخص من موقعه كرئيس لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، يكون هذا الأمير الشاب قد اقترب أكثر من هموم الناس، وفهم على الأقل ما يدور بين عيونهم، وبين أطفالهم وأسرهم من حكايات
جاءت التجاوزات الشنيعة ضد سكان المناطق السنية العراقية المحررة من تنظيم "داعش" التي تقوم بها قوات "الحشد الشعبي" ذات الطابع الشيعي، لتبين مدى خطورة تطييف المعركة ضد الإرهاب بدلاً من جعلها معركة وطنية. لقد أخذت المعركة ضد تنظيم "داعش" في العراق بُعداً طائفياً منذ البداية، فعندما أفتى رجل الدين الشيعي علي السيستاني بالجهاد على خلفية استيلاء "التنظيم" على الموصل، تطوّع كثير من عامة الشيعة في العراق،
اعتبرت اللجنة الحكومية، المنوط بها تعديل قانون الانتخابات، أن مهمتها تقف عند تعديل الدوائر الفردية التى اعتبرتها المحكمة الدستورية غير دستورية، أما القوائم فلن تمسها، وأنها أخذت «صك» تعديل قانون الانتخابات بترقيع القديم طالما لا توجد أى إرادة سياسية لإعادة النظر فى قانون الانتخابات برمته. والحقيقة أن اعتبار القوائم الأربع من المقدسات، التى لا تمس ولا تناقش، أمراً صعباً قبوله، ولا يقل خطورة عن عوا
ثوب مستقبل المنطقة ينسج من خيوط الحاضر، فالاحداث متصلة لا منفصلة، ولا يمكن لخيوط حاضرة بيضاء ان تخلق لنا ثوبا مستقبليا أسود، لذا لا يمكن فهم ما يجري في الشرق الأوسط من فوضى غير خلاقة، دون النظر رأسيا الى التاريخ، وأفقيا الى المنطقة كوحدة جغرافية واحدة، ودون ذلك سنصبح كمن يحاول معرفة وفهم صور تم تقطيعها عبر النظر لاجزاء هذه الصور واحدة واحدة دون محاولة جمعها في لوحة واحدة. *** قبل ذلك قال الشهي
فاجأ بنيامين نتنياهو جميع المحللين والمراقبين للسياسة الإسرائيلية، بالفوز (وقيل الاكتساح تبعا للتقاليد في الدولة العبرية) بثلاثين مقعدا في الكنيست الإسرائيلي. لم يكن الفوز فقط على الغريم التقليدي حزب العمل بقيادة إسحاق هرتسوغ وتحالف يسار الوسط؛ وإنما كان أيضا على الأحزاب اليمينية والدينية المحافظة العنصرية بحيث أصبح في إمكانه التفاوض معها من موقع القوة. وجاءت النتيجة على عكس ما توقعته مؤسسات استطل
دعوة عبدالملك الحوثي إلى «التعبئة العامة»، والسعي للوصول إلى باب المندب، هما محاولة لتدويل الأزمة اليمنية. هذا التحرك سيفرض على مصر ودول أخرى أفريقية وإسرائيل، فضلاً عن الدول الغربية، التدخُّل المباشر في اليمن. إيران خلطت أوراق اليمن على نحو يصعب معه تخيُّل آفاق الصراع وتطوراته. هي تسعى إلى منع دول الخليج من الانفراد بهذا البلد، أو منع تدخُّل عسكري خليجي محتمل. طهران فعلت ذلك لسببين: قطع الطريق عل
من العبث أن نقرأ، أو أن نتابع قراءة ما يحدث في اليمن، على أنه يحدث في اليمن. ومن دون حاجة إلى الدخول في الدراما وتكبير الأشياء، فإن ما نشهده هو درس جديد في العمل أو في النهج السياسي، أو في الأخلاق السياسية، ولو أن السياسة عادة لا قطرة فيها من الأخلاق. احتل الحوثيون صنعاء، ثم تعز، ثم الحُديدة، ثم ركبوا طائرات الدولة اليمنية ليقصفوا بها الرئيس، الذي سجنوه في العاصمة، وأجبروه على الفرار إلى العاصمة ا
لم يعهد عن النظام الإيراني ترويجه لقياداته العسكرية والأمنية، رغم كثرة الحروب التي انخرط فيها على مدى ثلاثة عقود، وهذا ما يجعل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في الحرس الثوري، حالة لافتة، نظرا للظهور الإعلامي الخارج عن المألوف، ويسمح به في الوسائل الرسمية الإيرانية، والأخرى العربية المحسوبة على طهران. ومن الواضح أن أهمية الجنرال أبعد من مركزه كقائد لفيلق، حيث يقود حروب إيران الخارجية، السي
من منا لا يمكن لهُ أن يحب الشعب المصري، يستحيل ألا يتفق أحد على أن الشعب المصري هو من تلك الشعوب المنتخبة، التي تبقى في القلب أكثر مما يجب، نحبهم في جميع حالاتهم، في بؤسهم وفرحهم، في نزاهة نكاتهم وبراءة ضحكاتهم، في صمتهم النادر، وفي قدرتهم على تخطي الكثير من الحواجز والعثرات، ورغبتهم القوية في تجديد مساحة الحياة، الشعب المصري لا يدفن نفسه في سروال البؤس، ولا يلقي بنفسه في أقرب مقبرة، إنما يتكفل من
قررت أن أطلّق الأمة العربية طلاقاً بائناً لا عودة عنه. لن أكون من أمة تقتل أبناءها، تدمر مستقبلها، تنفذ ما يريد أعداؤها، ثم تتهم الآخرين ودم الأبرياء على يديها. كانت لي طموحات وحدوية صغيراً كبيراً، من دون أن أنتمي يوماً الى حزب سياسي أو جمعية. وحدوي من منازلهم كأكثر أبناء جيلي. وانتقلت من بهجة الأمل الى خيبة الأمل، من دون أن أمر بمرحلة وسيطة تحقق شيئاً يسيراً مما تمنيت لهذه الأمة. كنت عربياً بال
كانت نية الكاتب منعقدة على تكريس هذه المساحة لمناقشة التحديات التى تواجه البرنامج التنموى الطموح الذى نتج عن مؤتمر شرم الشيخ، وفى المقدمة منها الدور البائس الذى تقوم به البيروقراطية المصرية فى مقاومة «الاستثمار». ولا أدرى الحد الذى يمكن أن يصل إليه قانون الخدمة المدنية الجديد فى حل هذه المعضلة، ولذا كان بعض من الزمن ضرورياً للاستيعاب. وللحقيقة، فإن موضوع «العاصمة» الجديدة «كابيتول كايرو» فرض نفسه
عندما تفتحت شهية الولايات المتحدة على منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بعد «الحرب العالمية الثانية» وبداية الحرب الباردة، وجدنا أن ما كنّا نسميه «الشرق الأدنى» قد تحوّل من القبضة الأوروبية ليسقط صريعاً في الحوزة الأميركية. وعندما تحدث الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور عن نظرية «الفراغ» في «الشرق الأوسط»، والتي حملت اسم «مبدأ إيزنهاور» فإننا كنّا نشير بوضوح إلى بداية مرحلة جديدة ارتبطت لدى الولايات المتحدة
يستطيع مؤتمر الرياض أن يشكّل مخرجاً لكلّ الأطراف اليمنية، بمن في ذلك الطرف الحوثي الذي يجد نفسه في مأزق حقيقي نظراً إلى انتهاء نزهته اليمنية التي طالت أكثر مما يجب. في النهاية ليس في استطاعة شمال الشمال أن يحكم اليمن كلّه. هذا ما لم يفهمه «أنصار الله» ومن يقف خلفهم ومن بادر إلى دعم توجّههم الهادف إلى ايجاد موطئ قدم لإيران في اليمن. أن يحكم شمال الشمال اليمن كله، أمر لم يحصل عبر التاريخ، بما في ذل
الحروب الأهلية، إذا امتدت، تصنع نهايات مغايرة لأهداف من بدأها أول مرة. الحرب في سورية ليست استثناء من هذه القاعدة. وإطالة أمدها لن تُحدث توازناً على الأرض. ستقلب كل التوازنات من أساسها. لهذا فإن رفض مبدأ الحل السياسي في سورية، من أجل إحداث توازنات سيكون مستحيلاً بعد كل هذا الزمن، وفي ظل حرب استنزاف تشارك فيها أطراف متصارعة. الكل في سورية يسعى إلى تحسين وضعه، لكنه لن ينجح. وسيلة الحسم، المتمثلة بتد
يظهر التاريخ أن حروب أوروبا عندما قامت على معطى الدين والطائفة والعرق بقيت مشتعلة لعقود وقرون طويلة، أما عندما تحولت لحروب ايديولوجية تقوم على معطى توجه سياسي ضد آخر كحال النازية ضد الديموقراطية والماركسية ضد الليبرالية فأصبحت محدودة الأجل، وأمكن في النهاية تجميع الأديان والمذاهب والأعراق في كيان سياسي واحد، وهو أمر لم يكن يحلم به ابان الحروب الدينية والعرقية بين الدول الأوروبية. عرف تاريخيا عن ش
حين قُتل أسامة بن لادن، في 2 أيّار (مايو) 2011، وكانت ثورات «الربيع العربيّ» تستولي على الأفق، ظهر رأي يقول إنّ الثورات قتلت بن لادن سياسيّاً قبل أن يقتله الجنود الأميركيّون فيزيائيّاً. فصعودها وإقحامها الجماهير في السياسة، بعد طول استبعاد، ضربا مقوّماً أساسيّاً من المقوّمات التي نهض عليها الإرهاب وينهض. لكنّ هبوط الثورات اللاحق ترافق مع استعادة الظاهرة الإرهابيّة زخمها، وبقوّة تفوق كثيراً ما كانت