Severity: Notice
Message: Undefined variable: link
Filename: views/main.php
Line Number: 115
" />إذا كنتُ موفقاً في التعبير فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يروم الانتقال من مرحلة «عاطفية»، إلى مرحلة أكثر عملية، فهو في خطابه الشامل الموجه إلى الداخل والخارج كان يضع رؤيته، والرؤية في ثقافات العمل والإنتاج أولى خطوات وضع الاستراتيجية التي تنبثق منها خطط العمل، فهو وضع الخطوط العريضة والأهداف لكل شيء يمس حياتنا وبلادنا، وعلى فريقه التنفيذي العمل. بالطبع حضرت العاطفة الصادقة، تجلت في قوله: «إن كل مواطن في بلادنا، وكل جزء من أجزاء بلادنا الغالية هو محل اهتمامي ورعايتي»، ولقد التقط الزميل جاسر الجاسر هذه العبارة وكتب: «إن استخدام ضمير الأنا هنا تحديداً فيه حميمية كبيرة»، وأضيف إن فيه الأبوية المعتادة والمعروفة بين ولي الأمر والسعوديين منذ عهد الملك المؤسس الموحد طيب الله ثراه. في عالم الأعمال، الرؤية «تحدد الرغبة أو حال المستقبل المرجوة للمنظمة أو للمشروع بالنسبة إلى الأهداف الأساسية أو التوجه الاستراتيجي لها، والرؤية هي نظرة بعيدة المدى، وأحياناً تصف رؤية المنظمة لما تحب أن ترى عليه العالم. وعلى سبيل المثال، مؤسسة خيرية تعمل مع الفقراء، قد تكون رؤيتها هي (عالم خال من الفقر)»، والملك سلمان لا يمكن حصر رؤيته في جملة أو اثنتين لتعدد المجالات التي تطرق لها، لكنها في الإجمال تشبه عنواناً قديماً لملف مجلة اليمامة في إحدى سنوات أوائل التسعينات، عن اليوم الوطني السعودي الذي كان: «الذي يأتي أجمل» والحديث هنا على كافة الأصعدة، ولعل أهمها علاقة الناس بعضها ببعض، وواجب المسؤول تجاه الناس، وكيفية الرقابة على الأداء. وتعلمنا أيضاً أن «جميع التخطيطات الاستراتيجية تتعامل على الأقل مع واحد من ثلاثة أسئلة أساسية: «ماذا نفعل»؟ «لمن نفعل ذلك»؟ و«كيف يمكننا التفوق»؟ وكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين تغطي ذلك كله، فـ«ماذا نفعل؟» إجابتها طويلة، منها «نعمل على بناء اقتصاد قوي وإيجاد فرص العمل.. والارتقاء بالخدمات الصحية والتعليم وتوفير السكن الملائم... البناء والتنمية الشاملة المتكاملة..»، و«لمن نفعل ذلك؟» إجابتها «كل مواطن وكل جزء من وطننا...»، و«كيف يمكننا التفوق؟» إجابتها: «لن نسمح لأحد بأن يعبث بأمننا.. وسنتصدى لأسباب الخلاف والفرقة وتصنيف المجتمع بما يضر الوحدة.. وسأواصل العمل على الأسس الثابتة...». لقد اختار الملك جزءاً غير يسير من فريقه من القطاع الخاص، وهذا ملمح عملي مهم، وأتوقع شخصياً سماع أنباء خطط عمل واضحة الأهداف، ومعروفة وسائل تنفيذها، ويسهل قياس نتائجها، التي تعهد الملك بأن يكون صارماً في هذا القياس، والبشائر ستكون أقرب مما تعودنا، فغالب ظني أن وزارتي الصحة والتعليم، المهمتين ستعلنان قريباً المخطط المرتكز على الاستراتيجية الملكية، والذي أتوقع أنه يطبخ الآن في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بقيادة الأمير محمد بن سلمان، وسنرى تباعاً بقية القطاعات، ولعل أهمها بعد الصحة والتعليم هو الإسكان، ثم الثقافة.