يقال أن رئيس وزراء ( المملكة المتحدة ) الشهير السير وينستون تشرشل قبل خوض احدى المعارك الهامة قام بأستدعاء ثلاثة من اشهر قادة الجيش لديه وذلك ليختار أحدهم ليقود المعركة ..
وبعد نقاش طويل مع القادة لم يستطع تشرشل الوصول الى قرار نهائي لمن سيقود المعركة من بينهم ، خصوصاً أن المعركة تتطلب وجود ثلاث مواصفات من وجهة نظر تشرشل لمن سيقوم بقيادة المعركة وهذه المواصفات هي ( الصبر ، الدقة ، التركيز ) ..
كان أمام تشرشل ( حوض سمك ) كبير ..
نظر تشرشل الى حوض السمك بعمق ثم نظر الى القادة الثلاثة وأمر احدهم بأن يقوم بأستخراج السمك من الحوض ..
قام القائد الاول بالنزول الى الحوض محاولا الامساك بالسمك بيديه لإخراجه ولكنه فشل في المهمة لصعوبة ذلك ..
ثم أمر تشرشل القائد الثاني بنفس المهمة ..
نزل القائد الثاني الى الحوض مستخدما سلاحه لصيد السمك ولكن الذخيرة نفدت من السلاح ومن الحزام الذي كان يحمل ذخيرة بديلة دون أن يستطيع تنفيذ المهمة وكان الفشل نصيبه كسابقه ..
بقي القائد الثالث ، والذي استخدم (
الصبر والدقة والتركيز ) لتحقيق هدفه بعد أن قام بالنزول الى الحوض ومعه كأس فارغة حيث قام بأفراغ الحوض من الماء دون كلل أو ملل حتى جف الحوض ولم يبق فيه إلا السمك ، وعندها قام بأخراج السمك من الحوض الفارغ من الماء بكل يسر وسهولة ..
أُعجب تشرشل بما قام به القائد الأخير حيث اعتمد في تنفيذ مهمته الصعبة على ( الصبر والدقة والتركيز ) لتحقيق هدفه دون تقاعس أو يأس حيث قام تشرشل بتكليفه بقيادة المعركة ..
تذكرة هذه القصة وأنا ارى المدرب الارجنتيني رامون دياز يقود ( الحوت الازرق ) الهلالي لتحقيق لقب دوري جميل لهذا الموسم ..
فقد نجح رئيس الهلال نواف بن سعد في اختيار المدرب الانسب لقيادة الهلال لتحقيق لقبه المنشود منذ خمسة مواسم ..
فبعد أن قرر رئيس الهلال الاستغناء عن المدرب السابق جوستافو ماتوساس عُرض عليه الكثير من الاسماء التدريبية ولكنه كان يريد مدرباً يملك مواصفات خاصة وضعها وجه السعد ضمن حساباته قبل التعاقد مع مدرب ..
وبعد تمحيص وتدقيق ومشاورات وقع اختياره على ابن التانجو الشهير رامون انجل دياز المولود في مدينة لاريوخا الارجنتينية في 29 من شهر اغسطس لعام 1959 واحد اساطير المنتخب الارجنتيني ..
قاد دياز الهلال بطريقة ( الصبر والدقة والتركيز ) ..
فالهلال هذا الموسم لم يكن ممتع في اداءه ولكنه كان ينتصر في النهاية وكانت اغلب انتصاراته تتحقق في الجزء الاخير من المباراة وبعد أن ينفد صبر الجمهور الهلالي ..
ورغم الملاحظات الفنية الكثيرة على طريقة دياز في قيادة الهلال إلا إنه نجح في النهاية في تحقيق هدفه وحلم الجماهير الهلالية المتعطشة حد الثمالة لتحقيق لقب يرون انه غاب عنهم طويلا حيث لم يحقق الهلال بطولة الدوري السعودي منذ عام 2012 وهذا المدة تعتبر كارثة في عرف الهلاليين ..
حسم الهلال اللقب امام الشباب في مبارة قوية وممتعة حاول فيها ابن الهلال السابق ومدرب الشباب الحالي سامي الجابر تعطيل الهلال ولكن الحسم في النهاية كان لمن يملك الامكانية الفنية الراجحة ودون توقع حدوث مفاجأة لفريق يقوده رامون دياز بمواصفات ( تشرشلية ) تعتمد على ( الصبر ، الدقة ، التركيز ) ..
مبروك للحوت الهلالي الازرق تحقيق الدوري الرابع عشر كأكثر الفرق السعودية تحقيق لهذا اللقب .