هكذا يُحب أن نسميّه بدون القاب أو حواجز أو بروتوكولات منذ كان اميرا للعاصمة الرياض ويكفي أن تقول "سلمان" ليعرف من تتحدث اليه أنك تعني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية متأسيا بوالده المؤسس العظيم الذي يُحب أن يقال له اسمه المجرّد "عبدالعزيز" وهكذا كان يفعل الناس باديةً وحاضرة. أما قبل: ففي خطابه التاريخي الموجّه للأمة يوم الاثنين الماضي 10 مارس 2015م كان الأمن حاضرا بل متصدرا كل القضايا والهموم التي تحدّث عنها رعاه الله حين أوضح بشكل جليّ لا لبس فيه رؤيته كقائد ومسؤول أن الأمن نعمة عظيمة وهو الأساس في رخاء الشعوب واستقرارها. ثم أظهر دور المواطن بأنه يستشعر المسؤولية إذ يُشكّل (أي المواطن) مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، ويُفشل -بعد توفيق الله- الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته. ووجّه الخطاب لأبناء وبنات الوطن وكل من يقيم على أرضه موضحا بأن الأمن مسؤولية الجميع ولن يُسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا. هي ذات الأولوية التي تصدّرت اهتمامات والده الملك عبدالعزيز رحمه الله أثناء البدايات الأولى ومن ثم بقيّة المراحل إذ كان هاجس المؤسس هو استتباب الأمن ومن ثم الالتفات لما هو تاليا مع اختلاف الزمن والمرحلة. زمن المؤسس رحمه الله كان مفهوم الأمن بشكل عام هو أمن الفرد على نفسه وممتلكاته وحُرية تنقله بسلام أما اليوم فقد تعقدت حياة البشر وتشابكت مصالح الدول وزادت الاطماع وبالتالي ظهرت أشكال متعددة لتهديد أمن الأوطان سواء من الداخل أو الخارج ولن يحافظ على أمن أي بلد أكثر من أهلها وخصوصا أولئك الذين يدركون تمام الإدراك معنى اختلال الأمن وفقدانه. من هنا كان اهتمام الملك سلمان بالأمن الشامل في بيانه وايضاح رؤيته حيال دور كل فرد منا في القيام بمسؤولياته تجاه المحافظة على أمن بلادنا وعدم الانسياق وراء المخادعين الأعداء الذين يودون لو أصبحنا شذرا مذرا يستبيح أمننا شذاذ الآفاق أمثال داعش والحوثيين ومجرمي القاعدة وغيرهم. قبل نقطة الختام أعود لفاتحة بيان الملك سلمان ففيها فصل الخطاب حينما قال بالنص: "يطيب لي في هذا اليوم أن أتحدّث معكم (لم يقل إليكم) من قلب يحمل لكم كل المحبّة والإخلاص متطلعين لغدٍ واعد مشرق بإذن الله تعالي". السؤال، السؤال: هل يمكن تحقيق غدِ مشرق دون أمن وافر أيها المرجفون في البلاد؟