2017-05-09 

لماذا يعد فوز ماكرون برئاسة فرنسا إنتصارا للسعودية وقطر ؟

من باريس فدوى الشيباني

لا يعد  فوز  إيمانويل ماكرون بالإنتخابات الرئاسية الفرنسية إنتصارا لوحدة الإتحاد الأوروبي  فقط بل إنتصارا للسعودية وقطر أيضا بما أن البلدين الخليجيين اللذان تربطهما علاقات إقتصادية وسياسية وعسكرية قوية بفرنسا سيضمنان إستمرار باريس في العمل على تعميق وتطوير العلاقات الفرنسية الخليجية  مثلما كان عليه الحال في عهد  الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند وسلفه نيكولاس ساركوزي.

 

 

 

موقع Atlantic Council   أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه بأن  إنتصار مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، كان سيشكل انباء سيئة للعلاقات بين فرنسا و دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يرتكز برنامج سياستها الخارجية على مواءمة مواقف باريس بشكل وثيق مع موسكو حول القضايا الإقليمية، وخاصة سوريا، حيث تتصادم مصالح روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي. 

 

 

كما أن  لوبان كانت تزعم أن  السعودية وقطر تدعمان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وتنظيم القاعدة، لذلك فقد كان من شأن انتصار لوبان أن يعرقل  بشدة تطور العلاقات الفرنسية-الخليجية.

 

 

بالإضافة إلى ان لوبان تحدثت  عن النظام السوري للرئيس السوري بشار الأسد باعتباره أحد حلفاء فرنسا الطبيعيين، مؤكدة على هوية فرنسا المسيحية ونضال الغرب ضد الإسلام الراديكالي، في حين تنظر إلى المعارضة السورية المسلحة بأكملها على أنها إرهابية، كما دانت حملتها الإنتخابية  خيارات فرنسا "العدوانية" و "غير العادلة" تجاه ايران وسوريا، ووجهت أصابع الإتهام و اللوم إلى السعودية وقطر في ما يتعلق  بالحرب الاهلية فى سوريا.

 

 

 

من جهته وإن كان  ماكرون يعتقد بان  هزيمة داعش تمر عبر التعاون مع روسيا، إلا  أنه لا يتفق مع دعوات لوبان   إلى التقارب مع نظام الأسد، حيث أكد ماكرون أن تحالفا مع الأسد سيكون "خطأ دبلوماسيا ومعنويا"، مما يوحي بأنه يؤيد السياسة الخارجية الفرنسية الحالية تجاه سوريا والتي تقوم على محاربة داعش في الوقت الذي يدعم فيه العمل المحدود ضد نظام دمشق ويدعو إلى رحيل الأسد عن السلطة .

 

 

و دائما فيما يتعلق بالملف السوري ميز ماكرون سياسته على  لوبان في شهر أبريل، وكشف بأن مواقفه قريبة جدا من مواقف الرياض والدوحة ففي حين إنتقدت لوبان الغارات الأمريكية التي إستهدفت قاعدة عسكرية تابعة للنظام السوري ، أعلن ماكرون أن "الشعب السوري لديه عدو  وحيد هو بشار الأسد".

 

 

و في نهاية المطاف،  وإن كانت سياسة ماكرون الفعلية في سوريا غير واضحة، فإن موقف الرئيس المنتخب المعلن يتطابق بشكل وثيق مع مواقف  الرياض والدوحة مقارنة مع لوبان، التي كانت في حال فوزها ستسعى إلى بناء تحالف مع دمشق وموسكو، و كذلك مع  طهران.

 

 

أما بالنسبة للعلاقات بين باريس ودول مجلس التعاون الخليجي يشير التقرير إلى أنه من المنتظر بأن يعمل ماكرون على دعم العلاقات الفرنسية الخليجية ويسعى لتطويرها على خطى سلفه هولند الذي حافظ على علاقات وثيقة مع السعودية وقطر.

 

 

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تظل أكبر مورد للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، إلا أن فرنسا أصبحت مؤخرا بائع أسلحة مهمجدا بالنسبة  للمملكة  حيث من المرجح أن يجد المسؤولون في الرياض والدوحة زعيما وسطيا يسعى إلى تقوية العلاقات الفرنسية الخليجية و يعمل على إيجاد حلول لأزمات الشرق الأوسط من خلال التنسيق مع البلدين.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه