تواصل السعودية شق طريقها بثبات نحو مستقبل تكون فيه المملكة أقل إعتمادا وإرتهانا لأسعار وأسواق النفط وكذلك ترسيخ موقعها كلاعب إقليمي ودولي لا غنى عنه، وهي الطريق التي ما كانت ستكون لولا ملك حازم وقوي هو الملك سلمان.
ويعود نجاح السعودية في أكثر من إختبار دولي وإقليمي وحتى داخلي إلى رؤية الملك سلمان الحكيمة و رهاناته الناجحة والتي كان أبرزها التعويل على كفاءات شابة أثبتت جدارتها وأحقيتها بقيادة سفينة السعودية نحو بر الأمان والإستقرار حيث يشير موقع قنطرة إلى أن مركزية القرار في المملكة تتدرج بعد الملك سلمان لتنحصر بعدها عند ولي العهد الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان.
ويظهر ذلك جليا من خلال إشراف ولي العهد الأمير محمد بن نايف على وزارة الداخلية و رئاسة مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وهو الذي يحظى بتقدير كبير في المملكة العربية السعودية وكذلك لدى حليفتها المهمة الولايات المتَّحدة الأمريكية -نظراً لنجاحه في محاربة تنظيم القاعدة، و إشراف ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان على وزارة الدفاع و مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية و على تطبيق رؤية السعودية 2030 .
وتظهر قوة الملك سلمان أيضا في إيمانه برؤية الإصلاح والتغيير "رؤية السعودية 2030"، التي تُمثِّل برنامجًا طموحًا بشكل غير عادي من أجل إصلاح الاقتصاد السعودي المعتمد على النفط، التي ترتكز على حزمةُ إصلاحات إقتصادية وإجتماعية أثبتت نجاحها وفاعليتها في وقت وجيز.
عامل آخر لا يقل أهمية يثبت قوة الملك سلمان، ذلك المتعلق بالتعيينات وكذلك الإقالات حيث لم يخفي العاهل السعودي صرامته وحزمه في التعامل بجدية والتصدي لكل من يتجاوز صلاحياته أو يقصر في أداء مهمته فقد أقال وزير الخدمة المدنية خالد بن عبدالله العرج من منصبه وأحاله على التحقيق في سابقة هي الأولى من نوعها في السعودية وذلك بعد انتشار وثيقة على نطاق واسع، كشفت أن الوزير خالد العرج عيّن ابنه براتب شهري مرتفع.
وقد لا تختزل صفات الصرامة والحزم شخصية الملك سلمان لأنه الإنصاف والحكمة جزء آخر مكمل لصورة العاهل السعودي ويظهر ذلك في ترقية المتحدِّث السابق باسم التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن، اللواء أحمد العسيري، إلى نائب رئيس الاستخبارات، وترقية قائد العمليات الخاصة المشتركة في اليمن، اللواء فهد بن تركي بن عبد العزيز، إلى قائد القوَّات البرِّية السعودية. وقد عمل كلاهما بجد و بشكل وثيق في حرب اليمن مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.