يصل ترامب الرياض أولى محطات جولته الخارجية الأولى وسط ترقب سعودي للإستماع إلى رسائل طمأنة من الرئيس الأمريكي الجديد حول تعزيز التحالف التاريخي بين البلدين وتنسيق جهود محاربة الإرهاب وتطويق الخطر الإيراني في المنطقة.
صحيفة نيويورك تايمز أوردت تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أنه وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي أوباما كان قد أجرى أربع زيارات إلى السعودية، أكثر من أي رئيس آخر للولايات المتحدة ووافق على بيع السعوديين أسلحة أكثر من أي رئيس أمريكي آخر وقدم الدعم العسكري الأمريكي للتدخل السعودي في الحرب في اليمن إلا أن خطأه الفظيع والذي عرض العلاقات الأمريكية السعودية التاريخية إلى الخطر كان توجهه نحو إعطاء إيران شرعية دولية وتوقيع إتفاق نووي معها ومو ما كان بمثابة الصدمة في الرياض وبقية عواصم المنطقة عموما.
أما الآن فيعتقد القادة السعوديون أن لهم حليف أفضل وهو الرئيس الاميركي الجديد الذي أصدرت إدارته مبكرا تحذيرات واضحة وقوية لإيران بعد أن اختبرت طهران صاروخا باليستيا كما تعهد ترامب بمراجعة الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعه أوباما.
ومع ذلك، فإن السعوديين سوف يستمعون باهتمام في نهاية هذا الأسبوع لمزيد من الرسائل المطمئنة من السيد ترامب الذي سيؤكد أن صفحة التقارب الأمريكي مع إيران طويت وأن التحالف السعودي الأمريكي سيعود إلى المسار الصحيح.
كما يضيف التقرير أن ترامب سيقدم ثلاث رسائل قوية لمضيفيه السعوديين خلال هذه الزيارة أولها أن يقول علنا وبقوة أنه يدرك أن المملكة على الخطوط الأمامية للحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة .
وعلى هذا المنوال، ينبغي أن يوضح السيد ترامب أيضا أن المملكة العربية السعودية هي واحدة من أقرب الشركاء الأمنيين للولايات المتحدة و بأن العلاقة الاستخباراتية بين الولايات المتحدة والسعودية، في السنوات التي تلت 11 سبتمبر هي من تحمي حياة الأمريكيين، وتعطل المؤامرات التي تستهدف الولايات المتحدة حيث قتلت الطائرات بدون طيار الأمريكية بدعم من المخابرات السعودية العديد من كبار الإرهابيين، ومنهم أنور العولقي، أحد زعماء تنظيم القاعدة الذي كان ينظر إليه الكثيرون على أنه أخطر رجل دين في السنوات الأخيرة.
وهي الرسالة التي ستساعد الرأي العام الأمريكي على تصحيح نظرته إلى السعودية وأهميتها في مواجهة خطر الإرهاب.
ثانيا، يجب أن يصل السيد ترامب بمقترحات ملموسة لمساعدة المملكة العربية السعودية وحلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي على ردع إيران التي تعتبرها قوة توسعية تسعى للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة .
ثالثا، يجب على السيد ترامب التعليق علنا على الجهود السعودية الأخيرة للإصلاح والاعتراف بالتقدم الكبير الذي أحرزته السعودية تقليص نفوذ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي منح مزيد من الحقوق للمرأة حيث أرسلت الرياض إشارة قوية في هذا الإتجاه عن طريق تعيين امرأة لرئاسة بورصة المملكة العربية السعودية، وهي أكبر بورصة في الشرق الأوسط .
إلى ذلك يختتم تقرير الصحيفة الأمريكية بالتأكيد على أن هذه الزيارة هي فرصة ترامب للتأكيد على أن الولايات المتحدة لديها حليف مخلص في الشرق الأوسط، في قلب العالم العربي الإسلامي و عالعمل على تعزيز العلاقة الاستراتيجية لهذا التحالف من خلال احتضان السعوديين كشركاء في الأعمال التجارية والسياسة وفي محاربة الإرهاب.