تعد السعودية والصين من أبرز الدول الفائزة بثقة ترامب وقد تكونان الوحيدتان رغم أن الرياض وبكين كانتا ضمن الدول التي إستهدفتها حملة ترامب الإنتخابية.
صحيفة الواشنطن بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن الدول الكبرى الفائزة بثقة ترامب ليست روسيا ولا إسرائيل بل هي السعودية والصين اللتان تحضيان بإحترام وتقدير كبيرين لدى الإدارة الأمريكية الجديدة التي تعول عليهما كحلفاء في إستراتيجيتها في المنطقة والعالم عموما.
وتشير الصحيفة الأمريكية أن ما يثير الدهشة هو أن ترامب كان قد هاجم السعودية والصين معا في حملته الإنتخابية حيث أكد بأنه سيعاقب بكين في أول يوم له في منصبه إذا فاز بينما طالب الرياض وعدد من العواصم العالمية والأوروبية بدفع تكاليف الحماية الأمريكية.
لكن كل شيء تغير بفوز ترامب الذي يبدو بأنه إقتنع بأهمية الدولتين في خططه المستقبلة حيث لا يعد إختيار السعودية كأولى المحطات لجولة ترامب الخارجية الأولى من قبيل الصدفة، بل يعد ذلك مؤشرا على أن ترامب يرى في الرياض الحليف التاريخي القادر من خلال نفوذه وقوته على بسط الأمن والإستقرار في المنطقة و على مساعدة واشنطن في جهودها لمكافحة الإرهاب وعزل إيران.
أهمية السعودية في خطط ترامب المستقبلية تتأكد أيضا من حجم الصفقات الموقعة خلال هذه الزيارة والتي تعد بمئات المليارات ناهيك عن إختياره للرياض لإستضافة القمة الإسلامية الأمريكية لمكافحة تمويل ودعم الإرهاب.
أما بالنسبة لبكين فقد كذب ترامب كل المخاوف السابقة من إحتمال توتر العلاقات الأمريكية مع الصين، التي هاجمها ترامب منذ فترة طويلة، لكنه يشيد اليوم بالرئيس شي جين بينغ بصفته شخصا حقق "تقدما هائلا" فى اقامة علاقة تعاونية، كما حافظ على سياسة ضبط النفس أمام جهود بكين لتعزيز السيطرة على بحر الصين الجنوبي.
وفي ذات السياق يؤكد التقرير بأن ترامب يحتاج مساعدة بكين لوقف التجارب النووية لكوريا الشمالية ، كما يحتاج المملكة العربية السعودية كحليف وشريك في حملته لوقف العدوان الإيراني في الشرق الأوسط، ومساعدة الفلسطينين والإسرائليين في تحقيق السلام .
كما يشير التقرير إلى أن سعي ترامب للحصول على مساعدة بكين في كوريا الشمالية و المملكة العربية السعودية على حساب إيران، يرجع لقناعة ترامب الراسخة بأن كل نن كوريا الشمالية وإيران تحتضن أنظمة تهدد المصالح الاستراتيجية الأمريكية الحيوية.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن نظرة ترامب للعالم وللسياسة الخارجية الأمريكية مختلفة تماما عن سابقيه وهو ما يميز إدارة ترامب حتى الآن عن سابقاتها في عهد بقية الرؤساء الأمريكيين.