يتسائل الكثير ماهذا الحب الجارف من قبل الإسلاميين إخوانية وسرورية وقاعدة لقطر وتقديمها على بلدانهم والدفاع عنها والنكاية بأوطانهم ؟!
قطر تعرف جيداً هؤلاء القوم ، تعرف مدى حزبيتهم لأنفسهم ولمن ينصرهم ، وتعرف أن ولاءاتهم تباع وتشترى ولذلك عملت على استراتيجية استقطابهم .
قطر دولة محدودة الجغرافيا ، ولم يرزقها الله بعلماء ولا دعاة ، ولذلك استقدمت من الخارج من يقوم بهذه الأدوار ويعينها على مشروعها ...
كان من ذكائها أن أدركت حجم الانتشارللإسلاميين في رقعة العالم الإسلامي ،فحولتهم إلى مندوبي علاقات عامة وإعلام وملمعي الصورة القطرية في الخارج.
ولا عجب أن تري مزيجاً من الإسلاميين والعروبيين يعملون في إطار واحد لنفس الغرض ، جمعهم المؤتمر الإسلامي القومي فصاروا شيئاً واحداً ..
صنعت الشقيقة قطر حاضنة للإسلاميين والعروبيين من خلال مناشط ومؤتمرات ومراكز وجمعيات فأصبحت قبلة لهم يترددون عليها مرات وكرات ..
ولم يقتصر دورها على الحاضنة فقط بل انخرط كثير منهم في مشروع " التغيير " من خلال منظمات تصنع الثوار والقادة في كل البلاد الإسلامية ..
تعاملت الدول مع قطر بالرفق واللين ، وإلا فإن تدريب الثوار واستلهام نموذج الثورات الملونة يعتبر إعلان حالة حرب على الدول المستهدفة
القضية التي لابد أن تكون حاضرة هي أن كل التيارات والجماعات الإسلامية الحركية هي تيارات سياسية تتعامل بمبدأ براجماتي صرف دون ضوابط وقيم
وهذا يفسر حالة النفاق والتناقض في المواقف ، فهم يغضون الطرف عن كل ممارسات قطر وتركيا مثلاً ويكفرون ويشنعون ويصهينون من يفعل ماهو أقل بكثير .
إن الأحداث الأخيرة أثبتت أن سعيها نجح بشكل كبير في إعدادالمحامين الذين أوهموا أتباعهم أن قطر هي راعية الجهاد والدعوة والمظاليم في العالم كله.
وكان مشروع " الجزيرة " هو النافذة الإعلامية الأم التي فرخت نوافذ كثيرة وبألوان مختلفة وهدفها " طبخ " الشعور العام وتقبل الثورات .
وكان مشروع " الجزيرة " هو النافذة الإعلامية الأم التي فرخت نوافذ كثيرة وبألوان مختلفة وهدفها " طبخ " الشعور العام وتقبل الثورات ...أحضرت قطر مجموعة من الإسلاميين والقوميين الذي يغلون حقداً على العرب وفتحت لهم الفرصة بأحسن وسائل التقنية وأكثر شروط الاحترافية ..
وفي الوقت نفسه فتحت الجزيرة الباب للاسرائيليين للتعبير عن وجهات نظرهم دون أن ينبس الإسلاميون ببت شفه .. بل جندتهم لحرب الإعلام المنافس.