غيرت زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية مسار رؤية الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط و كل أفكار ترامب الأولية عن العالم و قلبت كل الموازين الإقليمية، كيف لا وهي التي أشرت على ميلاد تحالف إسلامي أمريكي ضد إيران والإرهاب.
صحيفة الغارديان البريطانية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أنه كان من المفاجئ ملاحظة الدرجة الكبيرة التي تغيرت بها أفكار ترامب ورؤيته للعالم الإسلامي وللشرق الأوسط عند وصوله السعودية.
وتضيف الصحيفة أن الرئيس الأمريكي تخلى عن رؤيته المشوهة عن الإسلام والعالم الإسلامي حيث تحاشى الخوض والحديث عن حظر السفر عن عدد مواطني الدول الإسلامية، كما برأ الدين الإسلامي من الإرهاب حين أكد بأن الإسلام دين سلام تحاول بعض التنظيمات تأويل أحكامه داعيا إلى إفامة شراكة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامى تقوم على "التسامح والإحترام.
كما لم تكن ملاحظة توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط والإستقرار العالمي تتطلب تحليلات أو تأويلات فقد كان ترامب على درجة كبيرة من الوضوح حين دعا من الرياض لحملة دولية لا هوادة فيها ضد التطرف الديني، والإرهاب وضد إيران التي إتهمها علنا بدعم الإرهاب ونشره في المنطقة والعالم.
وتأتي رؤية ترامب للشرق الأوسط مخالفة تماما لرؤية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي كان سخيا مع طهران حين وقع معها الإتفاق النووي الإيراني وطالب السعودية والدول الخليجية بتقبل سياسة إيران في المنطقة، حيث أكد ترامب على ضرورة حشد الجهود الإقليمية والدولية لعزل ايران مضيفا يجب أن "نصلي من أجل اليوم الذى يكون فيه للشعب الايرانى حكومة عادلة وصالحة ".
وهي الرؤية التي تجد لها مبررا على أرض الواقع فلا يخفى الدور الإيراني المحوري في الفوضى التي تسود المنطقة، حيث لا تنكر طهران دعمها الكبير للنظام السوري الإجرامي الذي يبيد الشعب السوري منذ سنوات، كما تواصل إثارة القلق الإقليمي والدولي ببرنامجها للصواريخ الباليستية.