يداعب الشاب خليل المويل في سابقة لم تشهدها السعودية العود ليعزف تارة قطعة موسيقية لبيتوهفن ومن بعدها قطعة موسيقى بلحن عراقي وكله أمل في أن يتحقق حلمه في إفتتاح مدرسة للموسيقى في المملكة.
صحيفة دير شبيغل الألمانية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن التحول والتغيير في حياة المويل انعكاس مباشر لما يحدث من إصلاحات وإنفتاح في السعودية.
ورغم أنه يعمل كأخصائي في تكنولوجيا المعلومات في مستشفى كبير في العاصمة الرياض، لكن شغف خليل المويل الحقيقي هو العزف بالعود العربي وهو الذي يتذكر بأنه ظل و لعدة سنوات يسافر كل أسبوعين إلى البحرين ليدرس ساعتين من الموسيقى لأن الأمر لم يكن متاحا في السعودية.
غير أن الأمور تتغير في السعودية وهو ما يظهر من خلال تقليص الحكومة في صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث لم يعد بإمكانها إيقاف الأشخاص في الشارع وملاحقتهم في مشهد نادر كمشهد الحفل الموسيقي الذي يحييه خليل المويل في خيمة المركز الثقافي في السعودية.
ولن يكون بالمهمة الصعبة ملاحظة التغييرات الجذرية التي تحدث في السعودية سوءا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي خاصة بعد أن أدى انخفاض أسعار النفط إلى انخفاض إيرادات المملكة بنسبة 50 في المائة حيث واجهت السعودية في عام 2015، عجزا في الميزانية قدر ب 90 مليار يورو.
وضع دفع بعدد من القضايا على طاولة الإهتمامات السعودية حيث لم تعد قضية طلاء الأظافر بالنسبة للنساء مهمة أمام التحديات الهائلة التي تواجه المملكة في الوقت الذي تتجه فيه السعودية إلى رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة انسجاما مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف لإنهاء اعتماد السعودية على النفط ورفع مساهمة المرأة في سوق العمل وتشجيع الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.
اليوم في السعودية أصبحت عبارة "لماذا" يتردد صداها في كل مكان وفي كل نقاش وهي التي ظلت غائبة وغير موجودة لسنوات في النقاش العام السعودي وهي دلالة على أن المراجعة ستشمل كل المجالات في السعودية وبأن التغيير أصبح واقع يتحسسه السعوديون في كل تفاصيل حياتهم.
كما تسعى السعودية الآن إلى الإنفتاح على الموسيقى والترفيه بعد أن أنشأت الحكومة الهيئة العامة للترفيه لتنظيم الحفلات الموسيقية وبناء دور السينما، وهو ما لم يكن ممكنا من قبل في السعودية وهي التغييرات التي جعلت المويل،يحلم بإدخال السعوديين إلى سحر الموسيقى وإفتتاح مدرسة للموسيقى في المملكة.
وككل محاولات التغيير والإصلاح في العالم يتناقض المعاصرون والمحافظون باستمرار مع بعضهم البعض في الوقت الذي بدأ فيه الشباب السعودي يمسك بزمام المبادرة فعندما يناقش الشباب السعودي اليوم، يتحدثون فقط حول رجل واحد وهو الأمير محمد بن سلمان (31 سنة ) الذي يتمتع بإحترام كبير لدى السعوديين وخاصة الشباب منهم فهو الذي قاد كوزير للدفاع، تحالفا عسكريا لإعادة الشرعية في اليمن، وهو أيضا نائب ولي العهد والمشرف على برنامج الإصلاح رؤية 2030، الذي يهدف لإجراء تغييرات أساسية في جميع المجالات والقطاعات في السعودية.