لم يعد التغيير في السعودية حلما بل واقع ملموسا يعايشه السعوديين يوميا في كافة تفاصيل حياتهم وهو خير رد أجابت به المملكة على حملات التشكيك في نجاح خططها الاصلاحية.
في هذا السياق أوردت قناة بي بي سي تقريرا أكدت فيه بأن التغيير في السعودية يتجلي في عدد من التفاصيل لعل أبرزها واقع المرأة السعودية حيث ينقل بي بي سي عن سيدة أعمال سعودية ناجحة في العاصمة الرياض أنها راهنت زميلا لها على أن حظر قيادة السيارات المفروض على المرأة سيلغى خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، فقال لها :" إن ذلك سيحدث خلال النصف الثاني من العام" وأضافت لكنني أعتقد الآن أنه سيحدث في أوائل العام المقبل، وسيطبق فقط على السيدات اللاتي تجاوزن 40 عاما".
وتضيف بي بي سي أن السعوديين يناقشون هذا الموضوع في العاصمة الرياض، حتى أن بعضهم يقول إن الشابات سيسمح لهن بقيادة السيارة بعد فترة ليست طويلة جدا.
السلطات الدينية المغالية في التحفظ تأثيرا كبيرا.
من جهة أخرى يبدو أن التغيير في السعودية أمر حتمي بالإضافة إلى كونه إرادة سياسية خاصة في ذات الوقت الذي واجهت فيه السعودية صعوبات مالية واقتصادية كبيرة بسبب تراجع أسعار النفط.
وفي هذا السياق يؤكد جون سفاكيانكيس، من مركز بحوث الخليج: "كان ذلك هو المحرك الوحيد على مدار عقود"، في إشارة منه إلى أن البلد يعتمد على النفط والغاز للحصول على 90 في المئة من دخله.
وأضاف "الآن يحتاج البلد إلى محركات أخرى.
وضع دفع بالحكومة السعوية غلى تبني خطة للاصلاح الاقتصادي بعنوان "رؤية 2030" التي يشرف على تطبيقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يعي جيدا بأن آبار النفط ستنفد يوما ما لذلك فإنه لا مناص من الاصلاح والتغيير الذي لا يشمل فقط الاقتصاد حيث يشير الصحفي والكاتب السعودي خالد المعينا إلى بداية ظهور محاسبة جديدة، إذ يقول إن "الجميع سيسيرون في الطريق، بما فيهم الوزراء البيروقراطيون وغيرهم، بمنتهى الدقة والحرص".
وأضاف أن أولئك المسؤولين لابد أن يكونوا "مثالا يحتذى به".
عديد المؤشرات في السعودية تؤكد بأن التغيير لم يعد حلما بل هو حقيقة معيشة حيث يشير التقرير إلى أن الشرطة الدينية إختفت في الشوارع في الوقت الذي يتحدث فيه سكان مدينة الرياض بسعادة عن افتتاح مطاعم جديدة مع تراجع القيود على ترتيب حجز المقاعد وإذاعة موسيقى بصوت عال.
هذا بالاضافة إلى إنشاء الهيئة العامة للترفيه الجديدة التي تسعى إلى فتح المجال للترفيه للسعوديين في السعودية حيث يشير رئيس الهيئة أحمد الخطيب :"مهمتي هي أن أجعل الناس سعداء".
إلى ذلك توجد قائمة بتنظيم نحو 80 نشاطا تتنوع من مهرجانات فنية حتى عروض الضوء وحفلات موسيقية مفتوحة بعناية فائقة تفاديا لأي رد فعل عنيف قد يعرض المشروع بأكمله للخطر.
وبما أن التغيير في السعودية سيتطلب تضحيات فقد أعدت الحكومة السعودية برامج جريئة لمساعدات الفئات التي قد تتأثر من اجراءات خفض الدعم و طرح ضرائب على المبيعات على غرار مبادرة "حساب المواطن"، الذي طرحته الحكومة السعودية لتقديم الدعم النقدي والعيني، في تخفيف العبء عن كاهل الأسر الفقيرة.
في هذا السياق تؤكد نادية الهزاع، المهندسة التي عملت في قطاع النفط والغاز وتساعد حاليا في تضمين المرأة داخل خطة رؤية 2030 :"لقد كانت لدى السعوديين الكثير من المسلمات لفترة طويلة".
مستشهدة بمقولة شهيرة قالها الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي :"لا تسأل عما ستعطيه لك البلد، بل عما ستعطيه أنت لبلدك".