يعتقد كثيرون في الدوحة وخارجها أن قطر دفعت ثمناً باهظاً لطموحات وأحلام أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي حاول ومنذ الأشهر الأولى للانقلاب الذي قام به، أن ينحو بسياسة أكثر تصادمية مع دول المنطقة، بغية لعب أدوار ضخمة تفوق قدرة إمارة صغيرة مثل قطر.
ولذلك يرى المحللون أن خروج حمد الأب من اللعبة السياسية في قطر هو الأمر المثالي الذي سيمكن هذه الإمارة الصاعدة من التماسك وتعويض الخسائر المهولة التي تسببت فيها سياسات الأمير الأب، والتي يشعر الشعب القطري بأنها لا تعبر عنهم ولا عن تاريخهم المشترك مع جيرانهم، خصوصا فيما يتعلق بدعم حكومتهم جماعة الإخوان المسلمين أو التحالف مع إيران.
ولا يعرف أحد ما هي الخطوة المقبلة التي سيقوم بها حمد إلا حمد نفسه، ذلك أن الأمير السابق تعود على اللعب فوق الحبال بمهارة لاعب سيرك يثير ضحك الجمهور أكثر من خوفهم، نظراً لأن أياً من سياساته التي دعمها وأنفق عليها المليارات خلال العقدين الماضيين، لم تحقق حتى الآن أي نجاحات تذكر، الأمر الذي أزعج المتورطين بالتحالف معه، أكثر من انزعاجه شخصياً.
وعدم انزعاج حمد شخصيا من الفشل عائد إلى أنه اعتاد حرق المراكب والحلفاء بما فيهم ابنه الشيخ تميم، وربما وزيره السابق حمد ابن جاسم، الذي لا يزال ينفذ أوامر الأمير الأب في كل مكان وزمان.
وأحرق الأمير الأب ابنه الشيخ تميم بتعيينه حاكماً صورياً، ليخرج من أزمة التسجيلات السعودية ودعم المنظمات الإرهابية في المنطقة، التي كانت الدوحة وكيله العلني في المنطقة، خصوصا في أحداث الربيع العربي التي أزهقت عشرات الآلاف من الأروح وتسببت بخسائر اقتصادية ضخمة.
وكان التغيير الرفيع على مستوى القيادة في قطر قد جاء تحت مزاعم بناء سياسة جديدة أكثر شبابا وقربا من دول الجوار، حسب ما أخبر به الأمير الأب السعوديين حين قام بالاعتذار من ملكهم عن هذه التسجيلات.
وأبلغ الأمير الأب السعوديين بهذا التغيير قبل ثلاثة أشهر من إعلان تنحيه عن الحكم لصالح ابنه. وقد ظل هذا التنحي صورياً حيث يعرف الكثيرون في الدوحة أن الأب لا يزال مسيطراً ويملك كافة المفاتيح بين يديه.
ويرى الذين يعرفون الشيخ حمد أن هذه اللامبالاة بحرق مستقبل سياسي للابن الشاب عائد إلى عقدة الأب والابن التي في داخله منذ سنوات الطفولة الأولى، رغم أن السيدة الأولى سمو الشيخة موزة حاولت تهذيب هذا الشعور قدر الإمكان وإبعاده عن عائلتها وأبناءها أصحاب التعليم العالي.
وهذا الأمر هو الذي جعله يحرق ابنه الآخر الشيخ جوعان الذي كلفة مهمة لا تليق بأبناء الأسر الحاكمة، وهي أن يكون جاسوسه الخاص على أمراء الخليج وأن يفتح معهم قناة اتصال خلفية من خلال اهتماماتهم سواء في الكرة أو السيارات أو الخيول أو الإبل وغيرها من الفعاليات التي يمكن أن يصادفهم فيها.
وبنيت معلومات هذا التقرير على أحاديث مع عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية التي راقبت سلوك حمد وإمارته منذ السنوات الأولى، وشرحوا خلال حديثهم مع "الرياض بوست" الخلفيات التي جعلت حمد وقطر على ما هم عليه الآن.
ولدى الشيخ حمد إعجاب شخصي بعبد الناصر والملك عبد العزيز، لكنه فشل في أن يكون أياً منهما، بل ومن سخرية القدر أنه تحول إلى خليط من صدام والقذافي والأسد.
ولعل إعجاب الشيخ حمد بصوت العرب وهيكل جعله يبني سياسة الجزيرة على الأمر ذاته، متناسيا أن الميكروفونات لا تصنع الأدوار، بل هي التاريخ والجغرافيا. وفتح حمد قناة الجزيرة على مصرعيها للكاتب محمد حسنين هيكل الذي حاول دائما الانتقاص من ملوك السعودية والأردن والمغرب.
وكان يتعمد زيارته في مصر دون زيارة الرئيس حسني مبارك في تصرف طفولي حاول تكراره في السعودية أيضاً بزيارة محافظة شقراء لكنه ووجه برسالة مؤدبة بأن لا يتكرر هذا الأمر، ما جعله يدفع بالشيخ الابن تميم خلال أقل من أربع وعشرين ساعة ليقدم اعتذاره للسعوديين.
ويبدو هذا الارتباك الشخصي والسياسي للأمير الأب عائد إلى تضارب المشاعر والأدوار داخله، فضلاً عن تاريخه الشخصي مع عدد من زعماء الخليج الذين كان يعتقد أنهم يحتقرونه في شبابه، ولعله يحاول الآن أن يثبت أنه شيء آخر.
الخائن والغدار بحارة وأمته لن ولن ينطق عليه قائد فالقائد له صفات حسنه وله مميزات في فن القيادة والتضحية لاتوجد في حمد وأبنائه .
أشكرك وقلمك الرفيع على كتابة هذا التقرير الصحفي المتميز..حبيبنا سلطان اتابعك منذ زمن المدونات وايلاف ثم تويتر والرياض بوست ولم يسقط رهاني عليك امام اصدقائي..راهنت على تفوقك وتميزك الصحافي في المستقبل وهاأنتذا تثبت بهذا النضوج الفكري والعقلي والبعيد عن التهور والتجريح والمراهقة الصحفية والقريب بل السيامي لسمو القلم..بورك فيك