يمثل إغلاق قناة الجزيرة القطرية التي أثارت جدلا وتوترا كبير ومتواصلا بين الدوحة وجيرانها أحد أهم الشروط التي تضعها السعودية وبقية الدول العربية والخليجية لإنهاء الحظر المفروض على قطر منذ أسبوع.
في ذات السياق أكدت صحيفة الفايننشال تايمز أن قناة الجزيرة مثلت مصدر توتر في العلاقات القطرية مع عدة دول عربية أبرزها مصر حتى قبل ثورات الربيع العربي فقبل سنوات بثت القناة القطرية لااحتجاجات التي أنهت حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، رغم أنه كان قد زارها في عام 2010 وفق ما نقلته قناة بي بي سي.
وتضيف الصحيفة أن مبارك علق خلال زيارته للمحطة بالقول "هل علبة الكبريت هذه، سبب إزعاجنا".
أما الآن فتقف قناة الجزيرة في قلب الأزمة الخليجية حيث تشير الصحيفة إلى أن " القناة تعتبر واحدة من أهداف الحملة التي تترأسها السعودية والإمارات لكبح جماح قطر التي يتهمونها بأنها تمول الجماعات الإرهابية وتتقرب من خصمهما اللدود ،إيران".
يأتي ذلك بعد أن قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر إغلاق حدودها البرية والجوية والبحرية مع قطر كما أغلقت هذه الدول مكاتب القناة وأقرت إجراءات عقابية لمن يشاهدها حيث تتهم هذه البلدان قناة الجزيرة بإثارة البلبلة والفوضى في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية.
كما تتهم قناة الجزيرة التي تأسست عام 1996" بأنها مسيسة"، وأنها تمثل منصة إعلامية لجماعة الإخوان المسلمين.
وفي ذات السياق تؤكد رشا عبد الله، الأستاذة في علم الاتصالات في الجامعة الأمريكية في القاهرة، " عندما ألغيت الوزارة القطرية، وزارة الإعلام، رحبنا بهذه الخطوة، إلا أنه مع مرور الوقت، رأينا أن الجزيرة لم تكن فقط وزارة الإعلام القطرية بل كانت وزارة خارجيتها أيضاً".
هذا و تؤكد الصحيفة أن "العديد من الإعلاميين يرون أن قناة الجزيرة ستكون محور المساومة الرئيسية في أي مصالحة تبرمها الدوحة مع جيرانها في الدول الخليجية "، مضيفاً أن الكثير يلوح بأنها ستغلق هذه القناة".
يذكر أن إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في عدد من البلدان العربية لا تعد سابقة تاريخية بما أن أبرزها قرر إغلاق مكاتب الجزيرة على أرضيها عدة مرات نتيجة السياسة التحريرية التي تحرض على الفوضى وكان آخرها قرار الحكومة المصرية بإغلاق مكتب القناة في القاهرة.