أمريكا تعيد حسابتها مع مصر

أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري أنّ الولايات المتحدة ستصدر قريبًا قرارها بشأن المعونات والمساعدات لمصر والمجمدة منذ أكثر من عام ونصف، لافتا إلى أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح. وتوقع كيري في مؤتمر صحفي عقد على هامش المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، أنّ تستأنف المساعدات العسكرية لمصر بتسليمها صفقة الطائرات المقاتلة "إف 16" والتي ألحت مصر في الحصول عليها لأهميتها في الصراع مع الجماعات المتشددة في سيناء، مؤكدًا أنّ واشنطن تدعم مصر في حربها ضد الإرهاب. ويأتي ذلك في الوقت الذي تتهم جماعات حقوقية ومنظمات دولية نظام عبد الفتاح السيسي، أول رئيس منتخب بعد عزل مرسي، بانتهاك حقوق الإنسان. وأوضح كيري أنّ" الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الشراكة مع مصر، وترغب في مساعدتها للخروج من أزمتها الاقتصادية، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الحكومة بغيّة تحقيق الإصلاحات الاقتصادية في البلاد". وفي الوقت ذاته، أشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه إذا لم تحول مصر اقتصادها إلى القطاع الخاص بما فيها الجمعيات الأهلية فستكون الأمور صعبة. والتقى كيري الذي حضر المؤتمر من يومه الأول بالرئيس المصري، والعاهل الأردني، والرئيس الفلسطيني في لقاء رباعي تناولوا فيه القضية الفلسطينية ، وسبل تحقيق عملية السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ، كما تناولوا مكافحة تنظيم داعش الإرهابي . كما التقى نظيره المصري سامح شكرى وذلك على هامش مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد..مصر المستقبل بشرم الشيخ"، وتناول اللقاء علاقات التعاون المصرية- الأمريكية وسبل تعزيزها فى شتى المجالات، وقال السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الوزيرين تناولا سبل المزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات ،موضحا أن وفداً يمثل القطاع الخاص والشركات الأمريكية سيقوم بزيارة إلى مصر لمتابعة نتائج المؤتمر ووضعها موضع التنفيذ، بما يسهم فى تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. يذكر أنّ واشنطن جمدت معونات عسكرية بقيمة 650 مليون دولار، مقررة لمصر، بعد أطاح الجيش المصري بالرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013، وقالت إن استئنافها يتوقف على التقدم التي يحرزه النظام الجديد في مجال الإصلاحات والانتقال الديمقراطي. وأكد عبد الفتاح السيسي في تصريحات سابقة أنّه اضطر إلى التدخل لعزل مرسي استجابة لاحتجاجات شعبية واسعة ضد نظامه، وأنّ الجيش المصري يحتاج إلى الدعم العسكري لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط دفاعا عن مصر والمنطقة والعالم. وتجدر الإشارة إلى أنّه منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، دأبت الولايات المتحدة على تقديم معونات لمصر بقيمة 3.5 مليار دولار سنويا، منها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية.