معهد واشنطن: السعودية تعيد تراتيبها النووية مع باكستان

ربما ليست مسألة إنتقال السلطة داخل الاسرة الملكية في المملكة السعودية هي الشأن الوحيد الذي ترقبته العواصم الغربية، هناك أيضا السياسة الخارجية للملكة التي تقوم في المنطقة التي تشهد توترا عنيفا منذ سنوات، ورغم أن مسألة إنتقال الحكم تمت بسلاسة، وفي الوقت ذاته أكد الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود في أول اجتماع ترأسه للحكومة في 2 فبراير الجاري أن سياسة السعودية الخارجية ستظل كما هي، لكن لازال يوجد ما يقلق واشنطن. استمرار السياسة الخارجية للملكة على حالها هو كلمة السر، هذا ما تفيد به ورقة بحثية أصدرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، كتبها سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، خصوصا في علاقة المملكة بباكستان. ففي اليوم التالي من اجتماع العاهل السعودي بحكومته قام رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية بزيارة المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أدى إلى تنامي القلق في واشنطن وعواصم رئيسية أخرى، بحسب التقرير، من أن السعودية وباكستان - في هذا اللقاء - قد أعادتا التأكيد على الترتيب القائم بينهما وبموجبه تقوم باكستان، إذا طُلب منها ذلك، بتزويد السعودية برؤوس نووية. وتأتي الزيارة التي قام بها الجنرال رشيد بعد يوم من إعلان باكستان عن إجراء اختبار ناجح على صاروخ كروز يُطلق من الجو باسم "رعد" ومداه 220 ميلاً، يُقال أنه قادر على حمل رؤوس حربية نووية وتقليدية بدقة بالغة. ويٌنظر - بحسب محللين - للمعهد الأمريكي على أنه من أحد مراكز أحد المراكز التي تساهم في رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ويشير هندرسون إلى أنه كان يُنظر إلى الرياض كمؤيدة للبرنامج الباكستاني للأسلحة النووية، بتوفيرها التمويل في مقابل ما يفترض على نطاق واسع بأنه تفاهم يتمثل بقيام إسلام اباد، إذا لزم الأمر، بنقل التكنولوجيا أو حتى الرؤوس الحربية. وكان يُلاحظ أن التغييرات في القيادة في أي من البلدين سرعان ما كان يتبعها عقد اجتماعات على مستوى عال، كما لو كانت اللقاءات تأتي من أجل التأكيد على هذه الترتيبات النووية. في المقابل هناك تعاون باكستاني إيراني في المجال النووي، لكن هذا لا يؤثر في علاقة الرياض بإسلام آباد، خصوصا وأن الرياض تخشى من هيمنة نووية إيرانية في الخليج، ربما جعلت من علاقتها بإسلام آباد أكثر وضوحا.