حذر معهد ستراتفور البريطاني من خطورة تزايد إستهلاك الماء في السعودية ، الذي يهدد الاحتياطات المائية للمملكة بالنضوب في غضون 20 سنة القادمة.
في ذات السياق اورد المعهد تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست، اكد فيه بأن الضغوط الديمغرافية والاقتصادية في العقود المقبلة تمثل تهديدا لإمدادات المياه السعودية، حيث تشير بعض التقديرات، إلى أن موارد المياه الطبيعية في أجزاء من المملكة معرضة لخطر النضوب في غضون 20 سنة المقبلة.
ويضيف التقرير بأن الوضع المائي الحالي في السعودية يعود في جزء كبير منه إلى السياسات الزراعية السعودية في السنوات ال 50 الماضية، التي إستنفذت القدرات المائية في المملكة حيث تشير الاحصائيات إلى أن إعتماد المملكة خاصة في الفترة الممتدة بين 1970 و1980 على المياه لتنمية انتاجها الزراعي وتحقيق إكتفائها الذاتي هو مى أوصل الوضع إلى ما هو عليه.
ففي الوقت الذي تمكنت فيه السعودية من ان تصبح سادس أكبر مصدر للقمح في العالم بعد الحوافز الحكومية لزيادة في الإنتاج، بدأت الاحتياطات المائية في الانخفاض.
إلى ذلك لا تزال الزراعة أكبر مستهلك للموارد المائية في السعودية ، بعد الاستهلاك في القطاعات المنزلية والصناعية الذي شهد تزايدا ملحوظا، كما إرتفع الطلب على المياه الصناعية بمعدل 7.5 في المئة سنويا على مدى السنوات القليلة الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو السريع، وأن ي يرتفع الطلب بنسبة 50 في المئة في السنوات ال 15 المقبلة.
ويختم المعهد تقريره بالتأكيد على أن المملكة مطالبة بحماية إمدادات المياه المتناقصة، من خلال الإستثمار في قطاع المياه، والعمل على تخفيض معدلات الاستهلاك الزراعي والصناعي، وإنهاء الدعم على المياه لأن أسعار المياه المدعومة تشجع على الاستهلاك الزائد، في الوقت الذي تملك فيه المملكة العربية السعودية واحدا من أعلى معدلات الاستهلاك الفردية للمياه في العالم.