تصاعدت حدة التوتر بين البيت الأبيض والجمهوريين، وبدى ظاهرًا للبيان أن إدارة أوباما قدمت تنازلات لإيران كبيرة وهو ما أغضب الجمهوريين الأكثر قربًا لإسرائيل ، والرافضون لإي اتفاق مع إيران. ويبدو أن الكثير من أعضاء الكونغرس لديه تحفظات شديدة بشأن المسار التي تتخذه الدبلوماسية الأمريكية مع إيران، ويشعرون بالقلق حول ما يقال عما يتضمنه الاتفاق النووي وما قد يغفل عن ذكره. وانتقلت الشكوك حيال الإتفاق مع إيران إلى كثير من الأمريكيين ،ففي استطلاع للرأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بالاشتراك مع شبكة "إن. بي. سي." منتضف مارس الجاري أن 71% من الأميركيين يشاركون الشكوك نفسها. وترجم هذه الشكوك رسالة مفتوحة بعث بها 47 عضوا جمهوريا بمجلس الشيوخ لزعماء ايران حذرت أن اي اتفاق نووي يبرم مع أوباما قد يلغى بعد أن يترك المنصب في 2017. وكلمة زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأمريكي ميتش مكونيل الذي قال لبرنامج (ستيت أوف ذا يونيون) الذي تبثه شبكة سي.إن.إن " نقلته رويترز إن الرئيس باراك أوباما على وشك إبرام "اتفاق سيء للغاية" مع أسوأ الأنظمة العالمية (إيران) بشأن برنامجها النووي وأوضح أن الكونجرس سيدلي بدلوه في أي اتفاق. وأضاف أن اذا تم التوصل لاتفاق مع ايران فإن مجلس الشيوخ سيصوت على مشروع قانون يتطلب إحالة الاتفاق الى الكونجرس. وقال أوباما إنه سيستخدم حق النقض ضد اي إجراء من هذا النوع. وندد البيت الأبيض ووزارة الخارجية بالرسالة بوصفها تدخلا في المفاوضات الدولية. وبدت إدارة أوباما مستعدة للمراهنة بأنه سيستحيل إبطال الاتفاق عند إبرامه أو بأنه سيقود إلى تغيّر واسع في السياسات الإيرانية بشكل يبرر مقاربتهم في النهاية. ووجه أوباما تحذيرًا مباشرًا لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أن تشريعًا مقترحًا يتطلب موافقة الكونجرس على أي اتفاق يتم التوصل اليه مع إيران بشأن قدراتها النووية يمكن أن "يكون له أثر سلبي عميق" على المفاوضات. ويقول مايكل سينغ المدير الإداري لمعهد واشنطن أن أي اتفاق تتفاوض عليه إدارة أوباما سيواجه في هذه المرحلة بتشكك عميق، سواء في الولايات المتحدة أم في الخارج،وقد يترجم هذا الأمر في الكونغرس إلى رفض رفع العقوبات؛ ولكن على مستوى الحلفاء وأبرزهم دول الخليج وإسرائيل قد يؤدي إلى مساعٍ تهدف إلى مضاهاة الإمكانيات النووية الإيرانية أو غيرها من تدابير التحوّط. وأضاف على الرغم من تقديم إدارة أوباما تنازلات لإيران، إلا أنها لم تظهر التهاون نفسه مع النقاد، فقد استهزأ مسؤولو الإدارة الأمريكية بالمشككين ووصفوهم بدعاةً للحرب. ويقول سنج يجب على أوباما أن يتحاور مع النقاد ، بل يجب التعامل مع المشككين ، فإذا كان الاتفاق مكلفاً ويصعب إبطاله، لابد أن يوضح سببًا لمعالجة مخاوفهم. وتستوجب التداعيات على الأمن القومي أن يلتمس الرئيس دعماً واسعاً لأي اتفاق كان. وتابع ينبغي على الرئيس أن يقدّم مسوغات متينة لسياسته مع إيران وأن يكون مستعداً لأخذ مخاوف النقاد في الحسبان إذا أراد كسب دعمهم، و عليه أن ينظر إلى أبعد من الاتفاق ويحاول طمأنة الحلفاء على أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بمصالحها المشتركة وبقضايا الشرق الأوسط في الفترة التي تلي المفاوضات. ولا تقتصر الدبلوماسية على التفاوض مع الخصوم، بل تعني أيضاً كسب تأييد الحلفاء والجمهور المحلي، فمن دون هذا الدعم يصبح الاتفاق مجرد إنجاز تافه لا معنى له. ويرى سنج أن أسلوب المواجهة الذي تعتمده الإدارة الأمريكية قد ينجح في النهاية مع الكونغرس نظراً إلى سلطة الرئيس على السياسة الخارجية. ولكن عندما يتعلق الأمر بالحلفاء ستعطي هذه التكتيكات على الأرجح مفعولاً معاكساً - إذ أن الولايات المتحدة لا تستطيع ممارسة حق النقض عليهم - لا سيما إذا كانت العلاقات معهم متوترة. ويوضح أن معظم أعضاء الكونغرس والمواطنين العاديين وحتى حلفاء الولايات المتحدة الذين يشككون في الاتفاق ليسوا من دعاة الحرب بل يؤيدون خيار التفاوض على الاتفاق. ومن المقررر أنّ يستانف وزير الخارجية الأميركي جون كيري المفاوضات مع الإيرانيين في سويسرا بهدف الوصول الى اتفاق إطار بحلول نهاية مارس واتفاق نهائي بحلول 30 يونيو. وقال كيري يوم السبت إنه يأمل أن يتسنى التوصل لاتفاق مؤقت في الأيام المقبلة.