حذر دبلوماسي تركي سابق من نتائج وقوف أنقرة في صف قطر في الأزمة الخليجية مشيرا إلى أن بلاده ستجد نفسها معزولة مثل الدوحة بسبب العداء الذي تظهره للسعودية وحلفائها.
وكالة Assyrian International News Agency أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه أيكان إرديمير العضو سابق في البرلمان التركي والزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن وقوف تركيا في الصف القطري في الأزمة الخليجية له مبرارته وأسبابه السياسية والإقتصادية لكن نتائجه ستكون وخيمة على أنقرة كما الدوحة.
ويشير إرديمير أن القرار التركي بإرسال قوات تركية إلى القاعدة العسكرية التركية قيد الإنشاء في قطر وتزويد الدوحة بالمواد الغذائية هو مؤشر جديد على التوافق القطري التركي على دعم جماعة الإخوان المسلمين حيث تدعم كل من أنقرة والدوحة فصائل إقليمية متعددة تابعة لجماعة الإخوان من مصر إلى تونس وليبيا وحتى سوريا وفلسطين.
ويضيف الدبلوماسي التركي السابق أن قطر وتركيا واصلتا دعم مشروع الإسلام السياسي من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين في أكثر من دولة رغم أن هذا التوجه أثار غضب الكتلة السنية التي تقودها المملكة العربية السعودية والإمارات التي تتهم الحركات الإسلامية بالسعي إلى إثارة الفوضى وتهديد الأمن الإقليمي للخطر.
ويشير الخبير والباحث التركي أن ما زاد في تفاقم الأزمة الخليجية وتباعد وجهات النظر بين المحور القطري التركي مع بقية الدول العربية هو محافظة أنقرة والدوحة على علاقات وطيدة مع إيران في الوقت الذي سعت فيه السعودية وبقيت الدول العربية لعزل لإيران ومناهضة الإخوان.
كما تمثل العلاقات الشخصية عاملا أخر ساهم في التقارب التركي القطري وفي تحديد موقف تركيا من الأزمة الخليجية حيث يشير العضو سابق في البرلمان التركي أن دخول قطر المشبوه في قطاع الإعلام في تركيا وإستغلال أردوغان لمصالحه الشخصية ساهم بشكل كبير في بناء هذه العلاقة حيث يذكر أيكان إرديمير أن شركة قطرية غامضة حصلت في عام 2008 على ثاني أكبر مجموعة إعلامية في تركيا في صفقة مثيرة للجدل بقيمة 1.1 مليار دولار بالشراكة مع شركة قابضة تركية كان صهر أردوغان رئيسها التنفيذي ما بين عامي 2007 و 2013.
وكشف إرديمير عن صفقة أخرى مثيرة للجدل في عام 2015، حين حصلت مجموعة bein القطرية على أكبر مزود تلفزيون للأقمار الصناعية في تركيا من صندوق تأمين الودائع الادخارية التي يسيطر عليها أردوغان.
وقد وقعت الصفقة البالغة قيمتها 1.4 مليار دولار، التي تغافلت عن عروض المشترين المحليين المتحمسين، بعد يوم واحد من اجتماع الأمير القطري مع أردوغان وفق الدبلوماسي التركي.
كما يضيف النائب السابق في البرلمان التركي أنه وفي العام نفسه، استحوذت لجنة صناعة القوات المسلحة في قطر على 49٪ من شركة تصنيع المركبات العسكرية التركية التي يملكها صهر أردوغان - الذي يعمل الآن في اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم .
لكل هذه الأسباب، اختارت تركيا قطر في أزمة الخليج الأخيرة لكن الموقف التركي الذي ساهم في تعميق الخلاف بين دول الخليج، من المرجح أن يجبر أنقرة لإعادة تقويم علاقاتها غير المستقرة أصلا مع الكتلة السنية التي تقودها السعودية حيث من المتوقع أن تصبح تركيا معزولة أكثر في المنطقة وأن تعتمد بشكل متزايد على الدوحة للحصول على الدعم السياسي والمالي.