2017-07-23 

2017 مستنكراً : من أنتم ؟

فاطمة عيسى

هل تعلم ياعامنا الموقر 2017 أننا مازلنا نطمح لمزيد من التطور المادي؟!

 

طبعاً .. وبكل ماتحويه هذه الكلمة من معنى !

 

حقيقة أذكرها لك ياعامي العزيز ، فقد ركبنا السيارات الفارهة ، سكنا أفخر المنازل ، لبسنا أرقى الماركات العالمية  وأكلنا من أشهر المطاعم .

 

لا وأزيدك من الشعر ليس بيتاً بل بيوتاً ، نحن بصدد إفتتاحدور للسينما !

 

 

نعم هنا ! وبدأنا بإقامة حفلات غنائية يحضرها الجمهور أقصد "العوائل" !

 

 

أعلم مدى دهشتك ! فبالأمس القريب كنا نقيم فعاليات تكسير الآلات الموسيقية وسط تهليل و تكبير ! وكأن القدس قد تحررت !

 

 

وسأخبرك أيضاً بأمر بالغ الأهمية قد أثر على صغيرنا وكبيرنا بل وأصبح هو الهواء الذي نتنقسه !

 

 

لا تنظر إليّ مستغرباَ ! إنها الهواتف الذكية بل وبرامجها بالتحديد !

أعلم أنك تعرفها من أعوام سبقتك وكثيراً ، وأنها قد غزت العقول وأثرت على ساكني مشارق الأرض ومغاربها .

لكن فضلاً دعني أكمل !

إنها ذكية لدرجة أننا في غرفنا مستلقين على أسرتنا ونرى ماذا يفعل الآخرين في غرفهم وهم يبعدون عنا ملايين الآميال !

وأعلم أيضا! أنك تعلم ذلك وقبلك بست سنوات !

يا 2017 ؟! الصمت البادي على ملامحك ! يوحي بأنك لم تفهم المغزى من كلامي!

 

 

سأخبرك الآن ... هل تعلم أنه بالرغم من هذا لاتطور الهائل في تلكم البرامج المحملة على الهواتف والتي تبيح لنا و (بعلم) مستخدميها الإطلاع على تفاصيل حياتهم كيوميات وكأننا نتابع مسلسلاً أماننا ! إلى أننا وبالرغم من هذا التطور ، هناك نقطة لم نتطور فيها مع الأسف !

ويبدو أنه لا أمل يلوح في الأفق !

 

 

كلا يا 2017 ... لا داعي أن تربت على كتفي مواسيا! ياعامي الشاهد على الأحداث !

ولا تستعجلني أيضاً ! دعني أتنفس خيباتنا قليلاَ !

الآن سأذكر لك ماعجزنا أن نتطور فيه !

فكرياً !  نعم فكرياً !

 

 

فمازال الكثير منا .. وركز على هذه الجملة كثيراً ( كثيــــــر منا) يمارس الوصاية على الآخرين رافضاً أختلافهم ! بل وإختلاف آرائهم ! والمطلوب منا أن نكون جميعــاً نسخة طبق الأصل عن بعض..في كل شيء!

 

 

لا تبتسم بسخرية.. أعلم سخافة الأمر ! ولكن سأخبرك الأعجب من ذلك !

إنهم يتدخلون في قرارتنا وحرياتنا الشخصية بل حتى في مصائرنا الآخروية !

والعجيب أنه وبإقرارِ جازم منهم بأن مصيرنا إلى النار لا محالة! بل ولو كان بيدهم وضعنا بأيديهم في الدرك الأسفل لفعلو ا! ماعدا ..... ماعدا هم و أقربائهم !

 

 

نعم نعم ... لا ترفع حاجبيك نعم ...يحدث هذا وفي عصرك أنت ! والذي يفترض فيه أنه عصر التقدم والوعي !

ولكن المفاجأة أن هذه الإنفصامات والتناقضات المقيتة ليست فقط ممن تطرف في الدين حتى أنجرف عن مساره فكفر وفجر ! لالا ... إنه من جماعة لدينا نطلق عليهم (جماعة أحب الصالحين ولستُ منهم).

يبدو أن الإسم المطلق قد أعجبك من عمق هذه القهـقهـة ! لا بأس 

أعلم أن هذه الأفكار الرجعية المندثرة لا تناسبك ،  لكن ..أستميحك عذراً فلم أكمل تعريفي عنهم بعد !

هل تعلم أن كل سلوكياتهم وتصرفاتهم الرعناء تلك لعلهم ينالون ..بإدعائهم حب الصالحين.. وإدعاء التقدي بهم (زوراً).. شفـاعة !

لا تستنكر ...أعلم أنه هراء !

هل تعلم يا 2017 أنهم يعرفونك رقماَ ولم يعونك حقيقة !

هل تعلم أن بإمكان هؤلاء إثارة رأي عام , بث الفوضى والتشويش فقط لمجرد العبث!

هل تعلم أن هؤلاء يضربون القيم والمبادئ الإجتماعية أو حتى الدينية حسب المصلحة ! ومدى سريتها !

وقد ذكرت هذه التصنيفات فقط كونهم يتغنون على رؤسنابها في العشي والإبكار !  طبعا! القيم الإنسانية والأخلاقية هي مصطلحات لم تندرج بعد في قواميسهم !

دعنا نكمل ! يضربون قيم المجتمع و مبادئ الدين الذين يدّعون تقدسيهما طالما هم بعيدين عن أعين المحيط الذي يقدسونه أكثر من تقديسهم لله الذي يدّعون أيضا معرفتهم به ..بجلافتهم غلظتهم ونفاقهم!

ألم أخبرك بعد ! لديهم مهارة فائقة ويستميتون إستماتةلهتك أعراض الناس وإقتحام خصوصياتهم 

لا تبتئس إنه واقع معلوم لكن مسكوت عنه !

هل تذكر تلك البرامج التي حدثتك عنها والتي تبث يوميات مشتركيها ، هم يشاههدونها ويشاهدون جميع أصناف البشر بإختلاف جنسياتهم ، دياناتهم ، سلوكياتهم ،أفكارهم ، آرائهم ونظرتهم للحياة ..لكن ... لا يهتمون!

فشعارهم نحن لنا خصوصية ! فالتطور الفكري وأخذ الجميل اللطيف من سلوكيات الأمم لا يعنيهم لأنها ليست من عاداتهم!  هذا ...غير إزدرائهم لكل من أختلف عنهم رأياً ،فكراً وثقافة وخرج عن التقليد والأطار..وفكر خارج مربعهم الفارغ !

هذا التطور التقني الذي تحمله في جعبتك يا 2017 استعصى أن يطور عقولهم ، فقاموا بإختراق كل القيم الدينية ، الإجتماعية ، الأخلاقية والإنسانية وقاموا بمراقبة الناس و التجسس عليهم ! 

لا تتوقع أن هذه المراقبة فقط عبر الأجهزة الذكية ! لااا وإنما لو أًتيحت لهم الفرص لإقتحام خصوصيات الناس وتتبع عثراتهم بالواقع فحتماً هم فاعلون إما عبثاً وفضولاً وأما لإستخخدامها في النكاية والإضرار بخصومهم ! أو حتى بمن لايعرفون فلاضير ! فقد يدخل في الإحتسابوالنهي عن منكر ! تبريراَ لتجاوزاته أمام نفسه هذا إن كان هناك ضمير و وزاع حي ويقظ يحاسبه من الإساس !  وقد يكون تجسسهم تهديداً أو تشهيراً أو لإلحاق أذى مضاعف !

هل تعلم ! أنهم ماهرون جداً حتى في التنقيب!

لا راحة لهم قبل أن يعرفوا عنك مالا تعلمه أنت حتى عن نفسك !

لاتضحك ساخراً ! فهم لايفهمون معنى ... حياة خاصة أو خصوصيات لا تعنيهم !

وإن رفضت هذا التدخل الفج وقررت شراء دماغك بعيداً عن سطحية الفارغين ولم تمنحهم شرف ملازمتك ..فلن يسمحوا لك ذلك !

لأنك لم تشبع فضولهم بعد ! وبالتالي فاستعد لهجمات الغزاة !

نعم طاقاتنا مركزة ومرتكزة على الآخرين والوصاية عليهم ومراقبتهم  أكثرمن الإنشغال بأنفسنا!

 

يا 2017 هل أنت بخير ! 

أعلم أني قد أكثرت عليك والإحباط قد أصابك !

لكن لاتقلق فلست الوحيد الذي سيحبط ! 

 

حتى 2050 سيحبط مثلما أُحبطت أنت الآن

 

فاطمة عيسى

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه