تولي المملكة العربية السعودية، القارة الآسيوية أهمية بالغة، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ برنامجها الإصلاحي"رؤية السعودية 2030"، وهو ما يؤشر لتعميق علاقات الشراكة والتعاون بين الجانبين خلال السنوات المقبلة.
موقع Business Wire India أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن إهتمام السعودية المتزايد بآسيا يأتي من منطلق أنها تعد أحد أسرع الاقتصادات نموا في العالم، كما تعتبر سوقا مليئة بالفرص للدول التي تتطلع إلى الاستثمار في إمكانات بلدانها.
ولا يعد الإهتمام السعودي بالسوق الآسيوية وليد اللحظة، حيث نمت الاستثمارات السعودية في القارة الآسيوية منذ العقد الماضي، فعلى سبيل المثال تعتبر الصين الوجهة الرئيسية للصادرات السعودية، وفقا للتقديرات الصادرة عن الحكومة السعودية في عام 2016.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قد شدد على عزم السعودية تقوية و تعزيز علاقاتها مع حلفائها في المنطقة، في جولته الآسيوية التي استمرت ثلاثة أسابيع في مارس / آذار 2017 ، حيث شملت لقاءات رفيعة المستوى مع قادة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي ، واليابان، والصين، كما أثمرت توقيع صفقات بمليارات الدولارات.
وما يعزز العلاقات السعودية الآسيوية هو ترابط المصالح وتشابك العلاقات حيث تعد ماليزيا وإندونيسيا مثلا أعضاء في التحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده السعودية منذ عام 2016 والذي يهدف إلى تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب.
إلى ذلك يشير التقرير أن السعودية تعول على المستثمرين الآسيوين لإنجاح الصفقة التاريخية بطرح حصة من أسهم شركة أرامكو في الإكتتاب العام في العام المقبل.
ورغم سعي السعودية لإنهاء إعتمادها على النفط، إلا أن النفط والطاقة يعدان من أهم محاور التعاون والشراكة السعودية الآسيوية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون الاستثماري مع الصين تغطي 35 مشروعا بقيمة 65 مليار دولار، و صفقة استثمارية بقيمة 7 مليارات دولار مع شركة بترول بتروناس الرئيسية في ماليزيا، و صفقة أخرى بقيمة 1 مليار دولار مع صندوق الاستثمار لتمويل المشاريع الإنمائية في إندونيسيا على هامش جولة الملك سلمان الآسيوية.
وبالإضافة إلى تعزيز الروابط الإقتصادية، عززت المملكة العربية السعودية التعاون مع البلدان الآسيوية في عدد من المجالات الأخرى، حيث وقعت المملكة 10 مذكرات تفاهم مع اندونيسيا فى مجالات متنوعة مثل الصحة والتعليم والثقافة والمعلومات والعلوم والتكنولوجيا والطيران المدني.
ومن خلال تبادل رؤية مماثلة لتنويع اقتصادها بما يتجاوز الطاقة، عززت بروناي التعاون مع المملكة العربية السعودية في مجالات التجارة والتعليم والاستثمار والرياضة. فيما وقعت المملكة مع الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم ، 21 صفقة لاستكشاف الاستثمارات في النفط، وتجارة النباتات البتروكيماوية، والتعاون في مجال الطاقة المتجددة.
ويضيف التقرير أن زيارة الملك سلمان لليابان كانت ذات أهمية بالغة، حيث عزز البلدان شراكتهما في مجال التنسيق حول القضايا العالمية مثل مكافحة الارهاب. كما تم خلال الزيارة، الإتفاق على رؤية اليابان - السعودية 2030 ، وهو إتفاق يقضي بدعم القطاعين العام والخاص في اليابان لبرنامج الإصلاح الهيكلي في المملكة العربية السعودية.
كما اتفق الجانبان على إقامة مناطق اقتصادية خاصة لتبسيط الاجراءات أمام الشركات اليابانية لتوسيع اعمالها فى السوق السعودية ، فيما تم توقيع 20 مذكرة تفاهم بين الكيانات اليابانية والمملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون تبادل المعرفة و المعلومات.
وبالنظر إلى أن آسيا تضم ثلثي سكان العالم وتضم نصف اقتصاد العالم، فإن جولة الملك سلمان دامت قرابة شهر وهو ما يؤكد أهمية آسيا لرؤية المملكة العربية السعودية ومستقبلها.