إيران اليوم تعيش حالة من اليأس فحتى الأقلام التي استأجرتها هي وحلفاؤها لمهاجمة المملكة والترويج لأكاذيب تسييس النفط والحج، لم تستطع الإستمرار ببث تلك السموم، فقد أربكتها تحركات السياسة السعودية الإستراتيجية وتحالفاتها الإقليمية، فطاشت في حساب خسائرها المتوقعة بعد أن وقفت بعيدا تشاهد عظم دور المملكة الإقليمي بحالة من اليأس.
هذه الأقلام المستأجرة لها أذرع في الإعلام النفطي الغربي المغرض الذي دائما يهاجم سياسات الطاقة في المملكة ويشكك في دور المملكة الريادي لتوازن أسواق النفط! بينما نجده في الجهة المقابلة أكبر داعم لأولياء نعمته من ملالي طهران، فنراه:
* يدافع بإستماته عن إتفاقية إيران النووية حتى مع أبعادها المدمرة!
* غض الطرف عن دعم إيران المتواصل للإرهاب!
* لم يذكر قط تحركات إيران المشبوهة في أسواق النفط!
* غض الطرف عن تهاوي الإقتصاد الإيراني ومعدلات الفساد القياسية!
أقلام إيران المستأجرة، وقفت يائسة أمام زيارة المسؤولين العراقيين الأخيرة للمملكة العربية السعودية! وكانت آخرها زيارة وزير النفط العراقي، ثاني أكبر منتجي منظمة أوبك، حدث سيكتب بمداد جديد، ليعلن عن واقع مغاير لأسواق النفط، فهو ليس مجرد سابقة في التاريخ المعاصر فحسب، بل أجزم أنه تدشين لعهد من الثقة سيعم الأسواق .. ومن المتوقع أن يستتبع السعودية والعراق الكثير من الخطوات في مجالات سياسية واقتصادية سيكون لها آثارا مباشرة كداعم قوي لتوازن أسواق النفط في الفترة المقبلة، خصوصا وأن هذا الحراك الهام جاء بعد نجاح منظمة أوبك في تطبيق تخفيض الإنتاج للشهر الثامن على التوالي!
هذه الزيارة من وزير النفط العراقي، تأتي في أول حزمة متوقعة من التواصل بين البلدين في سبيل تطوير العلاقات في مناحي تهم رخاء واستقرار البلدين والمنطقة بأسرها، وهذه خطوة واضحة نحو توسيع آفاق التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة..
الدور الإقليمي والمحوري الذي تتولاه المملكة، يلعب الدور الأساسي في توازن الأسواق وتلبية الطلب المتنامي على النفط، وللمتابع أن يتوقع حجم النقلة التي ستكون عندما تتمكن السعودية والعراق من الخروج إلى الساحة بعيدا عن شبهات التعامل مع ملالي طهران من الطرف العراقي ليتحقق هذا التكامل بالوصول إلى القدر المناسب من الثقة بين دول إنتاج النفط، مما سيرحل بأسواق النفط نحو بيئة من الاستقرار لم تتحقق منذ أمد بعيد.
هذه الزيارة وما سيتلوها من خطوات، سيتأثر بها الكثير من القطاعات الاقتصادية، لأنها تنبئ عن تعاون قادم في استثمارات هائلة بين السعودية والعراق، قد يتعدى تبادل المنتجات النفطية، إلى استثمارات واسعة تطال الكثير من اقتصاديات البلدين والمنطقة بعامة .. ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة ستكون أساسا لسد منيع ضد التدخل السافر من ملالي طهران في العلاقات بين دول المنطقة، بتحركاتها القذرة التي استغلت بعض الأطراف في العراق ..
د. فيصل مرزا
مستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا