تواجه الشركات الفرنسية المرتبطة بعقود تجارية مع قطر مصيرا مشابها لما عاشته خلال سنوات الحظر الأمريكي على إيران، بسبب إستمرار المقاطعة الخليجية للدوحة.
صحيفة les echos الفرنسية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن إستمرار المقاطعة التي فرضتها السعودية والامارات ومصر على قطر منذ أكثر من شهرين أثار قلق حكومة إيمانيول ماكرون والشركات الفرنسية حول مستقبل إستثماراتها في قطر وتأثرها بإجراءات المقاطعة.
ويشير التقرير أن ما تعيشه قطر والشركات الفرنسية في هذه الامارة، يعيد إلى الأذهان الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الشركات الفرنسية المستثمرة في إيران بعد إقرار الولايات المتحدة عقوبات متعددة على طهران منذ عام 2000 .
و يضيف التقرير أن العقوبات الأمريكية على إيران جعلت الحصة السوقية لفرنسا في هذا البلد تتهاوى من 7٪ إلى 1 ٪ حيث أكد الكسندر مانديل، الخبير في إدارة الأعمال ان " شركات توتال وبيجو ورينو، إضطرت إلى وقف أنشطتها في إيران بسبب العقوبات الأمريكية."
فقد كلف الحظر الأمريكي على إيران شركة بيجو للسيارات مثلا نحو 450،000 سيارة سنويا إذ يؤكد علي أهاني، سفير إيران لدى فرنسا، " أن الرحيل القسري للبيجو شوه سمعة الشركات الفرنسية في إيران، أما الآن فستفكر الشركات الايرانية مرتين قبل توقيع عقد مع أي شركة فرنسية .
وهكذا، يشير التقرير إلى أن خسائر فرنسا وشركاتها من الأزمة الخليجية ستكون كبيرة و بمليارات الدولارات على غرار ما حدث لها أثناء الحظر الأمريكي على إيران .
يذكر أن عددا كبيرا من الشركات الفرنسية لها علاقات تجارية كبيرة مع قطر، مثل فيوليا، و "SNCF"، تاليس، و "RATP"، فينشي وتوتال، مونوبري، ديور، لاكوست، وانسل ، حيث ترتبط هذه الشركات بمشاريع كبيرة بمليارات الدولارات مع الدوحة ، فعلى سبيل المثال لدى شركة فينشي، عقد بقيمة 1.5 مليار يورو لبناء خط مترو في الدوحة منذ أواخر عام 2013.