ترى القيادة السعودية الجديدة أن استمرار ايران في زعزعة استقرار المنطقة، من خلال نشر الطائفية والدعم المتزايد لوكلائها الإرهابيين، أمر يجب أن يجد له نهاية ، لذلك أبدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، استعدادا غير مسبوق لمعالجة هذه المسألة بشكل حاسم للحفاظ على الاستقرار والأمن والازدهار الإقليمي.
موقع بيلفر للعلوم والشؤون الدولية أورد في هذا السياق تقريرا للمستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري ،رجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن المنعرج التاريخي في العلاقة التي تربط المملكة العربية السعودية بإيران كانت الثورة الإيرانية، التي كانت وقودا ساهم لعقود في تغذية الصراع السعودي الايراني، خاصة في ظل إستمرار طهران في لعب ورقة الطائفية و دعم الارهاب.
ويشير الجبري أن قواعد اللعبة تغيرت من جانب واحد في عام 1979 عندما اجتاحت الثورة إيران، وفرض الخميني عقيدة الفقيه وبشر بالدولة الفارسية و نشر أفكاره المتطرفة التي تهدد كل دول الجوار فبعد أن وصل الى طهران في 1 شباط / فبراير 1979، هاجم أتباعه السفارة الأمريكية حيث احتجزوا 52 دبلوماسيا أمريكيا كرهائن لمدة 444 يوما في 4 تشرين الثاني / نوفمبر، قبل أن يجد الارهابيون في أفكاره دافعا وتبريرا لاقتحام المسجد الحرام في مكة المكرمة في أول هجوم ارهابي تشهده السعودية خلف مئات القتلى، و لم يكن ذلك سوى بداية العاصفة الإيرانية التي تنامت خطورتها خلال العقود الماضية.
يأتي ذلك بعد أن عمل الخميني على"تصدير الثورة" التي أصبحت عقيدة لدى الايرانيين، حيث سعت طهران وفقا لعقيدة الخميني الجديدة لهزيمة الشيطان الأكبر وحليفته الإقليمية الرئيسية، المملكة العربية السعودية، كما كانت الهدف الرئيسي السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة ، على غرار التنظيمات الارهابية الأخرى مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية،إذ اعترف الخميني بأن دولة إسلامية ستبدو جوفاء بدون المكانين المقدسين.
وتحقيقا لهذه الغاية، عملت ايران على نشر التطرف لدى الشيعة في جميع أنحاء المنطقة، و على دعم وتمويل ميليشياتها الإرهابية المخلصة، لاستهداف المملكة العربية السعودية، وتحديدا العائلة المالكة، وفقا للمستشار الأمني السابق .
ويشير الجبري الى أن إيران تشارك رغبتها في هيمنة على الأماكن المقدسة مع المنظمات الإرهابية الأخرى حيث يسعى كلاهما إلى تقويض الاستقرار والأمن والازدهار في السعودية والمنطقة عموما، لذلك تعمل طهران على استهداف الحج لإثارة التوتر الطائفي والتحريض على العنف، كما يعمل نظام الملالي الذي يسعى لطرد الشيطان الأكبر من الشرق الأوسط، على تزويد القاعدة بمأوى وممر آمن عبر أراضيها؛ بالإضافة إلى توفير التدريب والتمويل والسماح لتنظيم الدولة الإسلامية بالبقاء في سوريا.
اليوم يمكن ملاحظة وفهم المؤامرة الايرانية على السعودية والمنطقة من خلال تدخل طهران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن في محاولة لمحاصرة المملكة العربية السعودية عبر دعم وكلائها في المنطقة.
ومع استمرار الاستفزاز والعدوان الإيراني، يبدو أن الصبر السعودي الذي دام 35 عاما نفذ بالفعل، وبالنظر إلى أن المسؤولية الأولى لأي حكومة هي حماية سيادتها وسلامة مواطنيها، فإن القيادة السعودية الجديدة، تبدو أكثرا حازما و تصميما على التصدي للمؤامرات الإيرانية. لذلك فإن الدعم السعودي للحكومات الشرعية ذات السيادة في اليمن والبحرين يوضح هذا الالتزام.
فبدون هذه القرارات الصعبة، يشير الجابري أن الوضع قد يؤدي إلى انهيار أجزاء أخرى من المنطقة بشكل دائم، لذلك فإن احباط مخططات ايران وردعها يعد من أولويات ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.