أن يبقى نتانياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية لولاية ثالثة على التوالي هو أمر لا تحبذه أغلب الأطراف، وهو ما أظهرته ردود الفعل الدولية على فوز حزبه - الليكود - في الانتخابات التشريعية، إذ أعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء تصريحات نتنياهو خلال حملته الانتخابية. وتشير واشنطن إلى ذلك التصريح الذي قال فيه نتانياهو أنه - في حال فوزه - لن يسمح بقيام دولة فلسطينية. كما وصفت وكالة الأنباء الفرنسية ترحيب البيت الابيض بفوز الليكود بالفاتر الاربعاء، فيما جاء الترحيب الاوروبي بدون حماسة ايضا. وشدد معظم القادة الاوروبيين على ضرورة استئناف عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين المعطلة منذ حوالى سنة لكن بدون اخفاء شكوكهم حيال هذا الامر. ودان البيت الأبيض ما وصفه "بالخطاب المسبب للشقاق" الذي استخدمه نتنياهو في حملته الانتخابية. غير أن خلاف واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يقتصر على القضية الفلسطينية، فالتوتر في العلاقات بين اوباما ونتانياهو تفاقهم مع مجيء رئيس الوزراء الاسرائيلي الى واشنطن في مطلع مارس والقائه خطابا امام الكونغرس الاميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ندد فيه بقوة بالمفاوضات الجارية مع ايران. فيما اكدت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء في هذا الصدد ان فوز رئيس الوزراء الاسرائيلي في الانتخابات لن يعيق جهود الولايات المتحدة للتوصل الى اتفاق مع ايران بشان برنامجها النووي. ويصر نتانياهو الذي يحظى بدعم قوي من الجمهوريين في الولايات المتحدة، على ان المجموعة الدولية لا يمكنها الوثوق بايران للحد من طموحاتها النووية وان هذه الدولة تشكل تهديدا وجوديا لاسرائيل بحسب قوله. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي "نحن على علم منذ فترة طويلة باراء رئيس الوزراء بشان ايران. ولا نعتقد ان فوزه أثر أو سيؤثر على المفاوضات مع ايران". وبالعودة للقضية الفلسطينية فمن جهته قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في حديث مع بي بي سي بأن تصريحات بنيامين نتنياهو الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية جاءت لأسباب انتخابية. كما دعت فرنسا اسرائيل الى التحلي ب"المسؤولية" وطالبت بتحريك "المفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل ونهائي" مع الفلسطينيين قائم على حل الدولتين، وذلك غداة فوز بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان إن "اقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش وذات سيادة تعيش بسلام وامن الى جانب اسرائيل ستسمح وحدها بتوفير السلام والازدهار في الشرق الاوسط". ونقلت فرانس برس عن فابيوس قوله "من مصلحة اسرائيل المضي قدما في هذه الطريق"، بينما قضى نتانياهو خلال حملته الانتخابية على فكرة اقامة دولة فلسطينية طالما هو رئيس للحكومة. وتابع فابيوس ان "فرنسا توقع ان تتحلى الحكومة (الاسرائيلية) الجديدة بالمسؤولية في هذا الصدد وتتخذ سريعا الاجراءات الضرورية للسماح للسلطة الفلسطينية بالعمل بشكل طبيعي وتحريك المفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل ونهائي". واعتمد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موقفا مماثلا موجها تهانيه لنتانياهو على حسابه على تويتر وترك للمتحدث باسمه مهمة "الاعراب عن الامل في رؤية السلام ورؤية حل من دولتين".