2015-10-10 

فنان بريطاني يسعى لتغيير صورة الغرب تجاه السعوديات

أكاديمية DW

يثير موضوع حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص اهتمام الرأي العام الغربي. المصور البريطاني سباستيان فارمبوروغ يحاول تسليط الضوء على المرأة السعودية المنقبة من خلال عدسته، لتغيير الأحكام المسبقة والنمطية. عاش الفنان الفوتوغرافي البريطاني سباستيان فارمبوروغ في عدد من البلدان كإسبانيا وشيلي والولايات المتحدة الأمريكية وفي المملكة العربية السعودية أيضا. وبعد دراسته الاقتصاد، عمل مدرّساً لعمال إحدى شركات البترول في السعودية. وخلال إقامته هناك خلص إلى وجود تباين بين واقع البلد وبين تصورات الغرب تجاهه. سباستيان فارمبوروغ، الذي انتقل للعيش في دبي، صمم على تقديم الصورة الحقيقة للسعودية للمتلقي الغربي من خلال معرض للصور يحمل عنوان: "الغموض الناشىء". وفور حصوله على ترخيص من السلطات السعودية ينوي تقديم نفس المعرض هناك. في هذا الحوار يكشف الفنان البريطاني عن طبيعة الصور وظروف التقاطها. دويتشه فيله: لماذا قررت الرحيل إلى السعودية؟ خلال العمليات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر كنت حينها في نيويورك وتابعت التقارير الإعلامية حولها، وكانت وسائل الإعلام تقدم تقارير سيئة جداً حول العالم العربي. كنت أشكك فيها وأردت أن أكوّن صورتي الخاصة. لماذا اتخذت من النساء المنقبات الموضوع الرئيسي لمشروعك؟ الأمر لا يقتصر في هذا المشروع على النساء فقط. عندما كنت أعيش في المملكة العربية السعودية كتبت رسائل إليكترونية لأصدقائي تحدثت فيها عن تجاربي الإيجابية في السعودية. لكن لم يصدقني أحد منهم. كان ذلك محبطاً بالنسبة لي، ما دفعني لنقل العناصر الإيجابية لتك التجربة على شكل صور. التقارير السلبية الكثيرة حول السعودية توجد على الخصوص في موقع التواصل الإجتماعي تويتر. ففي هذا الموقع يتم تدوال قصص صادمة وتُنشر تعليقات حول السعوديين وحول بلدهم، وأنا أعتقد أن العديد من الناس في الغرب يعتقدون أن ذلك هو مجمل تاريخ البلاد. لكن ذلك لا يمت للحقيقة بصلة، وهذا ما أريد إيصاله للناس. بدأت بتصوير النساء لعكس أولى انطباعاتي حول العالم العربي. انتقلت حينها من مدينة برشلونة إلى السعودية ورأيت امرأة منقبة تسبح في البحر. كان ذلك صدمة ثقافية بالنسبة لي وكنت أعرف بأن الأمر بالنسبة للناس في الغرب هو أيضاً كذلك. Straßenszenen in Riad in Saudi Arabien يرى الفنان البريطاني أن الغرب يقوم بتجريد النساء المنقبات من شخصيتهن الحقيقية هل يمكن أن تعطينا بعض الأمثلة عن التجارب الإيجابية التي تتحدث عنها؟ أعتقد أن المشكلة تكمن في أننا في الغرب تعودنا على صور النساء المنقبات، التي يُنظر إليها كأشياء صرفة وليس لها شخصية ذاتية، فيما صورتنا النمطية عن الرجال هي أنهم ملتحون ووجوههم متجهمة. وكلا التصورين بعيدان عن الواقع، فالملابس الغريبة والصور النمطية للرجل وللمرأة في الإعلام يمكن أن تتسبب في خوف كبير لدى الناس في الغرب. غير أنه إذا قام المرء بمجهود كبير للتعارف على الناس، فإن ذلك يدفعه لاكتشاف خصائصهم الرائعة: إكرام الضيف، الكرم، الارتباط الوثيق بالعائلة والأصدقاء واحترامهم لكبار السن وروحهم المرحة. هل تقصد أن صورك يمكن أن يكون لها تأثير على النقاش الدائر في أوروبا حول الحجاب؟ في نهاية العام الماضي تم إلقاء امرأة من الأعلى داخل إحدى دور الأوربرا بباريس لأنها كانت تلبس النقاب. هذا أمر محزن جداً. ربما كانت امرأة مضطهدة وجاءت إلى فرنسا هرباً من ذلك الاضطهاد. لكنها تحولت أيضاَ هناك إلى عدو. عدم وقوف أحد من الجمهور للاحتجاج يبدو لي سلوكاً غير أوروبي. أريد أن أنتج صوراً يستطيع الأوروبيون تصنيفها، أريد أن أعطي للنساء شخصية، ليتمكن الآخرون من فهمهن وقبولهن. فليس كل النساء مجبرات على ارتداء النقاب. أعرف أن بعضهن أجبرن على ذلك، بيد أن الأغلبية يقمن بذلك بكل حرية، ويعشن حياة مُفعمة ونشطة. كيف كانت ردود الفعل في دبي تجاه الهجمات على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية؟ أغلب أصدقائي هنا مسلمون وقد كانوا غاضبين جداً. هم فهموا الرغبة في حرية التعبير، بيد أنهم من جهة أخرى يريدون أن يحترم الآخرون دينهم. لكن هنا لا تهمهم الرسوم الساخرة من نبيهم محمد، بل الأكثر من ذلك هم متضايقون من الاهتمام غير المتوازن للغرب ولوسائل الإعلام بالضحايا غير المسلمين للإرهاب مقارنة مع الضحايا المسلمين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه