في صالة رياضية ضخمة، و مع صوت كوسيقى تمتزج بصوت الكرة تضرب الأرض في ملعب لكرة السلة، تتدرب حوالي عشر فتيات، كلهن طالبات في جامعة الملك سعود بالرياض، ويعشن لحظات من الحرية تحققت بعد عقود.
مجلة Elle أوردت في هذا السباق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن المرأة السعودية تعيش أحلى لحظاتها بعد أن سمح لها بممارسة الرياضة في مدارس المملكة كجزء من تغييرات واصلاحات جذرية شهدتها المملكة بهدف تمكين المرأة.
من جهتها اضطرت الدكتورة إيناس العيسى، نائبة رئيس قسم المرأة بالجامعة، إلى محاربة تردد بعض المحافظين في إدراج كرة السلة والكاراتيه والسباحة وركوب الدراجات في البرنامج الرياضي للفتيات في المدارس والجامعات.
ويشير التقرير أنه وفي هذا الحرم الجامعي الذي يجمع 30،000 طالب في العلوم والطب والأدب والاقتصاد والقانون، وكثير منهم يأتي من أحياء متواضعة في المملكة، بالامكان ملامسة التغييرات التي تشهدها السعودية، حيث "تجوب الطالبات الساحة بغطاء على الرأس..و بنطلون جينز أو أحذية رياضية، وتشربن قهوة قبل الدخول للدروس".
ويضيف التقرير ان السماح للفتيات بممارسة الرياضة في الجامعات والمدارس ليس سوى جزء من حملة إصلاحات جذرية يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث من المقر ان يتم السماح للسعوديات ابتداء من الأول من يونيو / حزيران، بقيادة السيارة، وهو "انتصار يحسب لولي العهد الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاما، والمعروف وتتويج لسنوات من النضال قادته منال الشريف و لوجين الهذلول، ميساء العمودي، وغيرهن من الناشطات السعوديات".
كما يؤكد التقرير أن هذا التغيير ما كان ليكون لولا تلأمير الشاب الذي ينظر إليه على أنه تقدمي وحداثي من قبل الكثيرين في جيل الشباب (الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما والذين يمثلون 65٪ من سكان المملكة) ، حيث أدرج بعناية بعض الإصلاحات التي تستهدف المرأة والشباب في خطته رؤية 2030، وهو برنامج "للتحديث" الاجتماعي والاقتصادي "يهدف لزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة حتى 30 في المائة، كما يسمح بالحفلات الموسيقية ودور السينما في الأماكن العامة..وهو شيء لا يمكن تصوره قبل شهر واحد فقط، بالإضافة السماح للمرأة بممارسة الرياضة في المدرسة وقيادة السيارات والدراجات النارية أيضا."
من جهتها تشير نور، وهي واحدة من السعوديات اللواتي يتمتعن اليوم بإصلاحات أطلقها ولي العهد "من خلال تحديث المجتمع، يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للالتصاق بالشباب و إعطاء البلاد صورة جديدة في العالم. خاصة وأن المملكة العربية السعودية انتخبت لعضوية لجنة الأمم المتحدة المعنية المرأة ابتداء من عام 2018 ولمدة أربع سنوات. ولكن الطريق إلى الحرية ما زال طويلا وفق تعبيرها."
وفي هذا الصدد تشير هدى الحليسي، عضو مجلس الشورى السعودي أنها لم تستغرب من التغييرات التي تشهدها المملكة وهي واحدة من النساء الريفيات اللواتي تم تعيينهن في مجلس الشورى، حيث تقول "عندما وصلنا إلى البرلمان، تعرضنا للإهانة السيئة من قبل المتطرفين الدينيين..ما زلنا ننتقد من قبل البعض، ولكننا قد كسبنا مكانتنا حيث تمثل النساء الآن 20 في المائة من أعضاء المجلس."
وتضيف الحليسي " لم يتم الفوز بكل شيء، تم إنشاء هذا البلد في عام 1932، و هو بلد حديث، ولا يمكنك الذهاب بمجتمع قبلي إلى الحداثة في غمضة عين... منذ وقت ليس ببعيد، كان الناس لا يزالون يتحدثون عن "تكافؤ الفرص" بين الرجال والنساء، واليوم، نجرؤ على الحديث عن المساواة بين الجنسين، إنها خطوة كبيرة جدا...اليوم، يمر المجتمع بمرحلة انتقالية حاسمة. نحن نريد أن نحافظ على هويتنا أثناء دخول العالم الحديث. إنه تحد هائل".