دعا الرئيس الامريكي دونالد ترامب المملكة العربية السعودية الى ادراج اسهم شركة ارامكو السعودية في بورصة نيويورك في ظل منافسة شرسة بين اكبر البورصات في العالم على أضخم الصفقات التاريخية.
وكالة رويترز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن تغريدة ترامب التي قال فيها بأن هذا الاكتتاب "مهم جدا للولايات المتحدة"، قد تكون ردا على معلومات حول محاولة بورصة نيويورك أو اقترابها من الفوز بالصفقة.
و يشير التقرير أن وصف ترامب لإدراج أرامكو كأولوية لواشنطن، يمكن أن يساعد في التأثير على قرار السعوديين.
وتخطط السعودية لطرح حوالي 5 في المائة من أسهم شركة أرامكو هذا العام . وهو الاكتتاب الذي يتوقع مسؤولون سعوديون بأن يثمر جمع نحو 100 مليار دولار، مما يجعله أكبر اكتتاب عام في العالم.
وكانت السعودية قد أكدت أنها تنوي إدراج شركة أرامكو في بورصتها المحلية وفي واحدة أو أكثر من البورصات العالمية، مما أدى إلى اشتداد المنافسة بين بورصات نيويورك ولندن وهونغ كونغ وطوكيو وغيرها من البورصات الكبرى في العالم.
يشار إلى أن رئيس مجموعة نيويورك تايمز توماس فارلي كان قد أكد في مؤتمر في الرياض الأسبوع الماضي أنه لم يتخل عن الاكتتاب العام، و أجرى محادثات مع السلطات السعودية في هذا الصدد. كما تلقت بورصة لندن بعض الدعم الحكومي لمحاولتها استضافة اكتتاب أرامكو .
في حين أن تغريدة ترامب رفعت من أسهم بورصة نيويورك لاستضافة الاكتتاب، إلا أنها لم تذكر منافستها ناسداك التي تتنافس أيضا على قائمة أرامكو، لذلك أكد سكوت ايمي المستشار العام لادارة الرقابة على الاخلاق الحكومية ان "الموظفين العموميين يجب ان يكونوا محايدين بشكل عام، و لا يمنحوا معاملة تفضيلية لأي شخص، ويتجنبوا تأييد أي كيان أو شخص". واضاف "لقد رأينا بالفعل انتهاكات في هذه الادارة، ولا يساعد ذلك على ان يكون الرئيس مثالا يحتذى به".
وردت ناسداك على تغريدة ترامب قائلة إنها وافقت على أن الولايات المتحدة هي "أفضل وجهة للشركات العالمية"، ولكن أرامكو تنتمي إلى ناسداك "مع الشركات الخمس الأكثر قيمة في العالم".
ورغم المنافسة الشرسة يؤكد المسؤولون السعوديون أنهم لم يقرروا بعد في أماكن الإدراج الأجنبية، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر لرويترز في أغسطس أن الرياض تفضل نيويورك لقائمة أرامكو الخارجية الرئيسية. لكن بعض المستشارين الماليين والقانونيين أوصوا بأن لندن خيار أقل إشكالية وخطورة.
كما حذر محامو أرامكو من مخاطر التقاضي المرتبطة بقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب الأمريكي، أو جاستا، حيث أكد محمد السبان، الذي كان مستشارا لوزير النفط السعودي السابق علي النعيمي، لرويترز إن تدخل ترامب لن يحل مشكلة جاستا، مضيفا "ان الرئيس ترامب نسي تماما ان مخاطر تطبيق قانون جاستا ضد الاصول السعودية لا تزال موجودة..ربما خلال إدارته يمكن أن يمنع أي قضية ضد السعودية، ومع ذلك، عندما تنتهي ولاية الرئيس ترامب، وهذا يثير المخاوف من أن قانون جاستا لا يزال من الممكن تطبيقه ".
وفي ذات الصدد يشير التقرير إلى أنه ومع ذلك، فإن ترامب قد يكون قادرا على ممارسة النفوذ الدبلوماسي في الرياض، خصوصا في ظل العلاقات المميزة بين البلدين بعد أن اختار ترامب السعودية كاول بلده يزور بعد انتخابه رئيسا، وكذلك كحليف أول في المنطقة لكبح جماح الخطر الايراني في المنطقة.