دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تنبأ عدد من التطورات أن "الحرب الباردة" بين طهران والرياض قد تتحول إلى مواجهة عسكرية تهز المنطقة.
صحيفة Les Echos الفرنسية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست نقلت فيه علي رضا نادر، الباحث في مؤسسة راند، تأكيده في نوفمبر الماضي "بأن هناك إحتمالا واردا جدا لإدلاع حرب ضروس بين السعودية وإيران ".
وأوضح الباحث أن المواجهة يمكن ان تحدث في عدة واجهات من المنطقة أبرزها لبنان.
ورغم خروج لبنان من مرحلة التصعيد السعودي الايراني غير المسبوقة، إثر تراجع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عن إستقالته التي قدمها من الرياض بسبب التدخل الايراني في بلاده، إلا أن هذا البلد يبقى دائما مهيأ للانفجار في كل لحظة وفق التقرير.
ويعود ذلك وفق الصحيفة إلى عزم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على حسر النفوذ الايراني في المنطفة وخاصة في لبنان، حيث يقوم حزب الله اللبناني المدعوم عسكريا و دبلوماسيا من ايران بتحريك المشهد السياسي والسياسة الخارجية اللبنانية وفق مصالح طهران.
ورغم أن الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمنت تيرمه قد قلل من خطورة التصعيد حين أكد بأن "هناك توتر دائم، ولكن هذا لا يعني أننا نتجه نحو نزاع عسكري بين إيران والمملكة العربية السعودية"، الا أن فرانسوا هايسبورغ رئيس مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية حذر من أن "الوضع في المنطقة لا يزال مثيرا للقلق".
و مما يدعم إمكانية حدوث مواجهة عسكرية هو دخول الرئيس الأمريكي على خط المواجهة حيث أعلن ترامب من الرياض عن تجديد واحياء التحالف السعودي الأمريكي التقليدي، الذي يضع أولويته وقف سياسة التخريب الايرانية في الشرق الاوسط. كما يسعى سيد البيت الأبيض الجديد على الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني الذي وقعه سلفه أوباما في عام 2015.
وتعد اليمن ساحة صراع أخرى بين السعودية وايران يمكن أن تنفجر في كل لحظة، حيث تسعى المملكة الى إعادة الشرعية في اليمن من خلال تحالف عسكري تقوده منذ عام 2015، لإنهاء سيطرة الحوثيين المدعومين من ايران على عدد من المناطق في اليمن.
وبالمثل في سوريا، تحاول ايران دعم حكم بشار الأسد، من خلال تواجدها العسكري عبر مليشياتها الايرانية و كذلك حزب الله اللبناني، فيما تسعى السعودية لدعم الجهود الدولية للاطاحة بالأسد وإعادة إعمار البلد الذي دمرته الحرب.
كما تعد قطر ساحة أخرى للصراع السعودي الايراني، حيث تسعى طهران لتوثيق علاقاتها مع الدوحة مستفيدة من الأزمة الخليجية وقطع الرياض وا بوظبي والمنامة والقاهرة علاقاتها مع قطر بسبب دعمها للارهاب. وفي حين تطالب المملكة من قطر الكف عن دعم الارهاب و دعم الجماعات المتطرفة و التقارب مع ايران يواصل أمير قطر التنكر لمطالب جيرانه و لعب أوراق اقليمية من بينها إيران وتركيا للتملص من هذه المطالب وتجاوز خسائر وتأثيرات الازمة .