تسعى السعودية من خلال دعم مجموعة الساحل 5 إلى دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ولكن أيضا لمواجهة النفوذ الإيراني في إفريقيا.
موقع Modern Diplomacy أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه أن دعم الرياض وأبوظبي للقوة العسكرية المشتركة في الساحل الافريقي، هو آخر مؤشر على توسع الصراع بين السعودية وإيران في غرب أفريقيا.
وتدعم السعودية والامارات وعدد من الدول الأوروبية، مجموعة ال5 من الساحل، التي تضم قوات من موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.
وكانت السعودية وفرنسا، والإمارات العربية المتحدة وألمانيا، قد دعت إلى تعزيز تمويل هذه التحالف لمكافحة الارهاب ، حيث خصصت الرياض مبلغ 118 مليون دولار لدعم هذا التحالف ، فيما قدمت الإمارات العربية المتحدة 35 مليون دولار لتمويل القوة العسكرية المشتركة. وبالإضافة إلى ذلك، وعدت دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء "مدرسة حرب" في موريتانيا.
ويشير التقرير أن دعم هذه القوة المشتركة يسمح للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالتخطيط لوجود طويل الأمد في المنطقة، بهدف مواجهة إيران.
ويضيف التقرير أن السعودية والامارات تخططان لمواجهة النفوذ الإيران في أفريقيا الءي يعود إلى الثمانينات، " بعد الثورة الإسلامية، أصبحت إيران مهتمة بنشر الفكر الشيعي في غرب أفريقيا من خلال المبادرات الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية..وفي حين أن معظم البلدان الأفريقية غنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز والنفط والذهب والحديد والنحاس والماس والبلاتين والفوسفات، إلا أن الفقر في منطقة الساحل وغرب أفريقيا فتح أبواب المنطقة أمام إيران."
ويضيف التقرير أن إيران مولت مئات المشاريع الاقتصادية في العديد من الدول الأفريقية مثل السنغال وغامبيا ومالي وسيراليون وبنن ونيجيريا وغانا، لوضع موطئ قدم لطهران في هذه المنطقة الاستراتيجية، كما سافر القادة الإيرانيون مثل هاشمي رفسنجاني، و محمد خاتمي، ومحمود أحمدي نجاد إلى هذه البلدان ووقعوا معها على العديد من الاتفاقات الثنائية.
وإستفادت إيران وفق التقرير من هذه الصفقات، ليس فقط توسيع الفكر الشيعي، بل للخروج من العزلة الدولية الناتجة عن أنشطتها النووية، حيث وجدت أسواقا جديدة للمنتجات الإيرانية، ولا سيما النفط الذي كان يخضع لعقوبات عالمية. كما وفرت هذه الصفقات لطهران إمكانية الوصول إلى المواد الخام، مثل اليورانيوم.
لذلك تسعى السعودية إلى مواجهة النفوذ الايراني في هذه المنطقة التي تشمل عدد من الدول الاسلامية، لذلك عملت المملكة على ضخ استثمارات في القطاعين العام والخاص في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.
ومن أجل تحجيم النفوذ الايراني في افريقيا، تجاوزت إستثمارات المملكة العربية السعودية المشاريع الاقتصادية والبرامج الدينية، لدعم إنشاء تحالف غير رسمي مع موريتانيا والسنغال وتعمل أيضا على إنشاء تحالف جديد مع ليبيا وتشاد.
يأتي ذلك بعد أن زار رئيسا السنغال وموريتانيا الرياض في أبريل / نيسان 2015، حيث التزمت السنغال بإرسال مئات الجنود إلى عملية عاصفة الحزم العسكرية في اليمن تحت القيادة السعودية.