تشير تطورات الأحداث إلى أن الأزمة الخليجية أبعد ما يكون على الوصول لنقطة النهاية، حيث أصبحت واشنطن، ساحة جديدة لمعركة النفوذ بين السعودية و الإمارات من جهة و قطر من جهة أخرى.
صحيفة نيويورك تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه، أن تغيير إدارة ترامب لموقفها من الدوحة، أزعج كثيرا الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، والحديث هنا عن الرياض و أبوظبي اللتان تقودان مقاطعة عربية وخليجية ضد قطر منذ يونيو من العام الماضي بسبب دعم الدوحة للارهاب.
يأتي ذلك بعد أن وصف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي، قطر "بالشريك والصديق "، كما أكد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس "دعم قطر المستمر لالتزام أميركا المستمر بالأمن الإقليمي"، على هامش إجتماع فريق استثمار قطري مع المديرين التنفيذيين لشركة بوينغ في مصنع تجميع الشركة في ولاية كارولينا الجنوبية.
وقد أثار هذا التحول في الموقف الأمريكي غضب المنافسين الإقليميين لقطر، أي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة،حيث تعتبر جارتا الدوحة أن قطر لم تقم بأي إصلاحات وتغييرات حقيقية ولكنها حسنت من علاقاتها العامة فقط.
ويشير التقرير إلى أن تغيير إدارة ترامب موقفها من الدوحة يعود بالأساس إلى توظيف قطر لبعض صانعي الصفقات الأكثر تأثيرا في واشنطن، "حيث تدفع الآن أموالا ل 21 جماعة ضغط في واشنطن، وكذلك لشخصيات مؤثرة من بينها نيكولاس موزين، وهو مساعد سابق سابق للسيناتور تيد كروز، الذي يحصل على 000 50 دولار شهريا، من قطر وفقا للسجلات المودعة لدى وزارة العدل."
كما قامت قطر بإستضافة إثنين من الشخصيات الأمريكية اليهودية البارزة في رحلات مدفوعة التكاليف الى الدوحة للقاء أمير البلاد الذي ينفى تمويل الدوحة لحماس وهي جماعة إسلامية مسلحة صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وقد وصف آلان ديرشويتز، المحامي اليهودي البارز، قطر"بإسرائيل الدول الخليجية" بعد لقائه مع أميرها، فيما قال مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إنه قرر القيام بالرحلة فقط بعد أن أبلغ بأن جميع القادة اليهود الأمريكيين سيزورون قطر، غير أن إيتاي بار دوف، المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، أكد"اننا لا نوافق على هذه الزيارات من قبل المنظمات اليهودية إلى قطر".
ورغم نجاح قطر نسبيا في كسب رضاء إدارة ترامب يشير التقرير إلى أن السعودية والإمارات تمتلكان أيضا شبكة ضغط واسعة في واشنطن بإمكانها الرد على القطريين، حيث من المقرر أن يتوجه وفد من القادة الأمريكيين البارزين قريبا إلى أبو ظبي.
ويشير التقرير بأن " السعوديون والإماراتيون يبقون رغم ذلك لاعبين هائلين في لعبة النفوذ في واشنطن."
وبينما اقترحت ادارة ترامب اجتماعا لقمة مجلس التعاون الخليجي في واشنطن الذي تأمل وزارة الخارجية الامريكية بأن ينجح في إنهاء الأزمة،" لم يعرب السعوديون والامارتيون عن اهتمام كبير بهذا العرض."
وفي ذات السياق أكد جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية " وجهة النظر الإماراتية والسعودية تقول سوف ننتظر القطريين... يمكننا أن نعيش بهذه الطريقة لفترة طويلة جدا".