2017-09-21 

السعودية تهدد الهيمنة الإيرانية في العراق..بغداد ساحة جديدة لصراع إقليمي محتدم!

من واشنطن خالد الطارف


تواجه الهيمنة الايرانية في العراق منافسة سعودية قوية تهدد نفوذ طهران ليس في بغداد فقط بل في المنطقة عموما. 


 صحيفة الفاينشنال تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن إيران التي تتطلع إلى تعزيز موطئ قدم لها في العراق تواجه اليوم و بعد سنوات من كونها اللاعب الإقليمي المهيمن في بلاد الرافدين، منافسة قوية على النفوذ من المملكة العربية السعودية.

 

 ويضيف التقرير أن ذلك  يعني أن العراق قد يتحول إلى ساحة الخلاف التالية بين طهران والرياض، الخصمان اللذان يدعمان أطراف متصارعة في سوريا واليمن.

 

ويشير التقرير أن الخطوات  السعودية الجدية للعودة الى الساحة العراقية برزت  في الأشهر الأخيرة، بعد أن استضافت المملكة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورجل الذين الشيعي المؤثر  مقتدى الصدر، تلى ذلك  اعلان الرياض وبغداد إفتتاح  معبر عرار الحدودي للمرة الاولى منذ 27 عاما. 


ويشكل  التقارب السعودي العراقي  تحولا في استراتيجية المملكة العربية السعودية، التي بدا أنها انسحبت لسنوات عديدة من العراق، وهو ما مثل فرصة ذهبية لايران لزيادة نفوذها في  بلاد الرافدين.


 من جهته أكد مستشار الحكومة الايرانية لصحيفة فايننشال تايمز ان العراق يعد جزءا حاسما من خطط الرئيس الايراني حسن روحاني لجعل العلاقات الاقليمية محور سياسته الخارجية، مضيفا "ان زيادة نفوذنا فى العراق على مختلف المستويات هى الاولوية الاولى والحيوية بالنسبة لنا. وينبغي ألا ندع العراقيين يغيرون رأيهم عنا "، مشيرا "ان القوى السياسية والعسكرية الايرانية تناقش حاليا ما يمكن ان يزيده النفوذ وعلى اي مستوى".


 وأضاف المستشار أنه يأمل أن يتم ذلك دون تصاعد للتوتر مع الرياض. لكن أهم الاتهامات الرئيسية للمملكة العربية السعودية وإدارة ترامب الموجهة لإيران هي تدخل طهران في الدول العربية، حيث اتهم دونالد ترامب ايران فى خطاب القاه امام الامم المتحدة بانها دولة مارقة يعمل على تصدير  "الارهاب والعنف وسفك الدماء والفوضى".


 وأوضح الرئيس الامريكى  انه سوف ينسحب من الاتفاق النووى لعام 2015 الذى وقعته ايران مع القوى العالمية متهما طهران بانتهاك روح الاتفاق بسبب تدخلاتها فى الدول العربية بما فيها العراق وسوريا وبسبب تطوير برنامج قذائفها الباليستية . 

 

وبالاضافة الى تدخلها المباشر في سوريا ترى طهران ان الحرب ضد داعش فى العراق هى اولوية امنية حيث ان يشترك البلدان  فى حدود ممتدة، لءلك سعت ايران للتغلغل في أجهزة الامن والدولة العراقية، حيث يرأس وزارة الداخلية العراقية عضو في قوة بدر العسكرية التي تدعمها ايران.

 

وكدليل على أهمية بغداد بالنسبة لخطط ايران يؤكد أيتاذ جامعي ايراني "أن العراق له قيمة متأصلة في إيران، أهم بكثير من سوريا. لا تستطيع إيران أن تخسر العراق ولن تفعل ذلك، لكنها لن تموت إذا فقدت سوريا ."

 

 إلا أن التقرير يؤكد بأن إيران هي الراعي الرئيسي لعدد من الميليشيات الشيعية المثيرة للجدل والمتهمة بدعم الطائفية  والفوضى على غرار قوات الحشد الشعبي في العراق.

 

وفي سياق متصل يضيف التقرير أن العراق أصبح مقصدا مهما للسلع الإيرانية، حيث بلغ حجم الصادرات غير النفطية التي تم شحنها إلى البلاد في العام المالي الماضي نحو 6.6 مليار دولار، غير أن هيمنة طهران على العراق تواجه تحديا كبيرا اليوم من السعودية في الوقت الذي أظهر فيه العبادي مقاومة أكبر للنفوذ الإيراني من سلفه نوري المالكي، الذي كان مؤيدا لإيران. 


وقد بذل رئيس الوزراء العراقى جهودا متكررة لكبح جماح الميليشيا الشيعية كما كانت هناك دلائل كثيرة وفق التقرير  على الاستياء العراقي من تأثير طهران على القاعدة الشيعية في العراق، وهو ما دفع  الصدر، وهو رجل دين شيعي مؤثر الى انتقاد سياسة  طهران في العراق مرار وبكل وضوح .

 

إلى ذلك يؤكد التقرير ان  أن سياسة الرياض شهدت انفتاحا كبيرا تجاه بغداد  في الوقت الذي تنتهج فيه سياستها الخارجية حزما كبيرا  لمواجهة النفوذ الإقليمي لإيران، ويظهر ذلك في استضافة  مقتدى الصدر،حيث اوضحت السعودية أنها مستعدة للمشاركة مع القادة الشيعة في احلال السلام في العراق واعادة اعماره.


وتعد هذه الخطوة تحولا كبيرا في العلاقات السعودية العراقية، بعد أن كان المسؤولون السعوديون يعتبرون المالكي دمية من يد طهران.


تحول  في السياسة السعودي أثار المخاوف الايرانية على نفوذها في العراق حيث يؤكد  مستشار روحاني " يمكننا أن نرى أن هناك معركة هامة للتأثير في العراق،" مضيفا أن "الرياض سوف تكافح من أجل تحدي هيمنة طهران إذ لدى السعودية  الاموال والتكنولوجيات العسكرية المتقدمة اكثر منا غير أن ذلك قد لا يعني  بالضرورة  نفوذ أكبر من نفوذ ايران فى العراق".

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه