2015-10-10 

جعجع: المتاجرة بالقضية الفلسطينية لا إسرائيل هي ما تعطلنا

من بيروت، غنوة سلامة

اختار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن يظهر في مقابلة صحفية أعدت خصيصا لقناته على يوتيوب، مع الإعلامي السعودي أحمد عدنان، في أول اطلالة لزعيم لبناني على يوتيوب. ويعتبر المرشح الرئاسي أن هذه التجربة، وهي الأولى له، ربما توفر له ما تفتقده الحوارات التلفزيونية التي تهتم بالتعليق على الأحداث الجارية، لا الفكر. وتحدث جعجع في 30 دقيقة في حوار فكري شامل حول التصوُف والإيمان، الطائفية والعلمانية، الموقف من العروبة ومن اسرائيل والنظرة الى التاريخ كما لم تخلُ المقابلة من المواقف السياسية. وافتتح عدنان الحوار بسؤال جعجع عن رؤيته لما وصل إليه ما يسمى بالربيع، فأشار جعجع إلى أن هناك اماكن نجح بها الربيع العربي، وفي اماكن ثانية تعثر، وهناك أماكن أخرى جاء من يخطف هذا الربيع لكن إلى حين، ففي تونس نجح الربيع العربي، وأتى بخواتيمه السعيدة، في مصر نستطيع أن نقول إن الربيع العربي أدى ما عليه، هناك من كان يتوقع أكثر من هذا، لكن عندما حصلت ردة الفعل القوية على ثورة 25 يناير 2011، في 30 يونيو 2013، حصل حالة من التشنج أدت إلى تحرك عسكري وجاء من يخطف الربيع العربي في مصر لكن إلى حين. وأضاف أن ما حدث في العراق أصلا لم تكن مسألة ربيع عربي بقدر ما هي توازنات داخلية ولازلنا نعاني منها وللاسف يبدو أنها ستستمر لوقت طويل. واعتبر أن الربيع بدأ في سوريا بدأت أول ستة أشهر، لكن، ونظرا لموقع سوريا الإستراتيجي، دخلت على سوريا عوامل دوولية وإقليمية عديدة، يبدأ بإيران وروسيا ولا ينتهي بتركيا والولايات المتحدة فقط، وبالتالي أصبح ما يحدث في سوريا ليس له علاقة ما بدأ في سوريا، وإنما له علاقة بصراع إقليمي ودولي، ولكن برأيي أن الصراع الإقليمي والدولي سينتهي يوما ما، وبالتالي سيعود الربيع السوري من جديد. أما فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، قال جعجع إن ما عطل الوطن العربي خلال الخمسين عاما الأخيرة ليس إسرائيل، والتي حتى وإن امتلكت قوة عسكرية فاعلة، لكنها في النهاية قاادرة على تنفيذ ضربة واحدة ثم تنسحب، وإنما ما عطل الوطن العربي فعلا هو المتاجرة بالقضية الفلسطينة. مضيفا أن إيران الآن تسيطر على المنطقة بشعارات مناصرة القضية الفلسطينية لا القوة العسكرية. ثم انتقل المحاور إلى لبنان ذلك البلد الذي قال عنه جعجع إنه بحاجة الى ثورة جديدة، واعتبر أنه ما زال الأمر باكراً جداً لإلغاء الطائفية فى لبنان، إذ يجب الوصول أولاً الى مجتمع مدنى لكى نصل الى دولة مدنية.. وقال "لا تستطيع أن تبنى دولة مدنية بينما المجتمع غير مدني". وأضاف "إذا أردنا الغاء الطائفية السياسية، علينا إلغاء الطائفية قبلها، إذ لا نستطيع إلغاء تقاسم المناصب على مستوى السلطة السياسية باعتبار أنه أكبر صمام أمان لنا فى الوقت الحاضر فى الشرق الأوسط".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه